الجزيرة - شومر الشومر :
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تنطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة، وذلك مساء غدٍ الاثنين بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض بمشاركة أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجامعات السعودية.
وأوضح وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في تصريح بهذه المناسبة أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر العلمي الأول تمثل حرص واهتمام المليك على تطوير التعليم العالي وبناء كوادر سعودية شابة مؤهلة.
وأضاف: (أن رعاية خادم الحرمين الشريفين تعكس مدى أهمية المؤتمر وكذلك مشاركة أكثر من (5) آلاف طالب وطالبة من طلبة التعليم العالي في المؤتمر الأول، وأضاف: نطمح أن يكون عدد الطلبة المشاركين في الأعوام المقبلة أكبر، حيث سيكون هناك عرض لمثل هذه المشاركات الإبداعية سواء كانت بحوثاً أو اختراعات أو أعمالاً فنية).
وأبدى الدكتور العنقري تفاؤله بنتائج المؤتمر، مؤكداً أنه يتطلع للمزيد من المشاركات الإبداعية التي تُسهم في رقي الطلاب والطالبات إلى المستويات العلمية والتي تنافس على الصعيد العالمي في الأعوام المقبلة، وأهاب وزير التعليم العالي بقدرة طلاب وطالبات التعليم العالي على المنافسة عالمياً من خلال خلق مثل هذه الفرص لهم.
على الصعيد ذاته أوضح الدكتور خليل البراهيم عضو لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي بمجلس الشورى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة يمثل اهتمام وحرص المليك على دفع عجلة التنمية والتطوير التعليمية، وإيماناً منه بأهمية مشاركة الطالب في النهضة التعليمية للمملكة. وأشار البراهيم إلى أن المؤتمر العلمي يجسد نقلة نوعية للطالب والطالبة كمشاركين في العملية التعليمية بدلاً من متلقين فقط، مدللاً بذلك على إقامة المؤتمر الأول من نوعه بأيدي طلاب وطالبات التعليم العالي في الإدارة والتنظيم وجميع الأعمال التي وكلتها إليهم الوزارة لتنظيم هذا العمل، مشيراً إلى الثقة الكبيرة التي يوليها المسؤولون لأبنائهم الطلاب والطالبات.
وأضاف عضو مجلس الشورى أن الجامعات السعودية أصبحت تنافس نظيراتها العالمية من حيث المستوى التعليمي الذي تقدمه، موضحاً أنه الهدف الذي تسعى إليه القيادة الحكيمة في الرقي بالتعليم وهو ما يمثل البنية الأساسية لمجتمع يشارك في المحافل الدولية والإقليمية بنماذج سعودية فريدة.
وحول أهمية الدور الذي يقدمه الطلاب في المشاركات التعليمية والبحث العلمي أوضح البراهيم أن المؤتمر الأول سيحدد قدرات الطلاب في تنظيم المؤتمرات والمشاركة فيها، وأنها فرصة لإثبات إمكاناتهم الهائلة، مبيناً أهمية مشاركة عدد كبير منهم لترسيخ مبادئ قوتهم وقدراتهم في نجاح المؤتمر، داعياً البقية من غير المشاركين إلى المشاركة في المؤتمرات المقبلة.
من جهة أخرى قال الدكتور مشعل السلمي عضو مجلس الشورى عضو لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي في المجلس، إن انعقاد المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي يأتي في إطار الدعم المستمر واللا محدود الذي يحظى به قطاع التعليم العالي في المملكة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والذي تمثل في جملة من القرارات السامية الكريمة، منها: زيادة عدد الجامعات الحكومية من (8) إلى (24) جامعة تغطي كل مناطق المملكة إضافة إلى (9) جامعات أهلية وعشرات الكليات الأهلية وكذلك إعادة هيكلة البرامج التعليمية بالجامعات لتتواكب مع خطط التنمية وتتوافق مخرجاتها مع احتياجات سوق العمل الحكومي والخاص وأيضاً إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للابتعاث الخارجي الذي التحق به في فترته الأولى أكثر من (70) ألف طالب وطالبة وتمديده لفترة ثانية لمدة (5) سنوات قادمة ابتداءً من العام المالي 1431 - 1432هـ وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وفق أحدث المناهج والأساليب العلمية العالمية، وذلك لتوطين العلم والتقنية ونقل أفضل عقول وخبرات العالم الأول إلى بلادنا.
وأضاف السلمي: لقد حققت هذه القرارات السامية الكريمة نقلة نوعية في تحسين أداء ومخرجات مؤسسات التعليم العالي أدت إلى إذكاء روح التنافس المحمود بين جامعاتنا في المجالات الأكاديمية والبحثية وعلى وجه الخصوص في إنشاء الكراسي العلمية، والأوقاف، ومراكز التميز البحثي، وتوقيع مذكرات تفاهم مع جامعات عالمية متميزة، واستقطاب الأساتذة الحاصلين على شهادات وأوسمة وجوائز عالمية.
لذلك استطاعت جامعاتنا الوطنية أن تتصدر التصنيفات العالمية على المستوى المحلي والإقليمي، ومن ذلك: دخول جامعة الملك سعود «شنغهاي» ضمن أول (500) جامعة عالمية والجامعة العربية الوحيدة في التصنيف بين الجامعات العربية، وحصولها على المرتبة الأولى عربياً في تصنيف (تايمز كيو إس) وحصول جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على المرتبة الثانية على مستوى العالم العربي في التصنيف نفسه، كذلك حصول كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز بجميع أقسامها العلمية على الاعتماد الأكاديمي من الهيئة الأمريكية المتخصصة في اعتماد برامج الهندسة والتقنية (ABET). وأضاف يقول إن فكرة المؤتمر جديدة على المستوى الوطني وعلى عكس السائد والمتعارف عليه. فلقد تعودنا أن تعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل فيتحدث فيها المسؤولون وأساتذة الجامعات وأرباب الفكر ويقتصر دور أبنائنا الطلاب والطالبات فيها على الحضور والاستماع وطرح الأسئلة.
هذا المؤتمر يعد نقلة نوعية تدشن مرحلة جديدة في الحياة الأكاديمية لأبنائنا الطلاب والطالبات، فالإعداد والترتيب والتنظيم وتشكيل اللجان وإلقاء الأوراق العلمية ومناقشتها وإدارة الجلسات، كل ذلك يتم من قِبل الطلاب والطالبات أنفسهم. فالمسؤولية كبيرة والتحديات جسيمة، ولاسيما أن هذا المؤتمر هو الأول وفرص النجاح وتحقيق الأهداف ينبغي أن تكون حتمية حتى يتم ضمان استمرارية انعقاده. لكن ما يخفف الصعوبات والتحديات التي قد تواجه المؤتمر ويعزز فرص نجاحه رعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر في مرحلته التأسيسية مما يؤشر على الدور المتميز، والحراك الإيجابي البناء، والثقة الكبيرة التي توليها القيادة السامية الرشيدة بأبنائها الطلاب والطالبات. المؤتمر فرصة لأن تتلاقح الأفكار، ويطلع الطلاب على أفكارهم الإبداعية ومشاريعهم الابتكارية ويناقشوها في جو علمي رصين، ويتدربوا على فن النقاش والحوار البناء والمستنير، وأن يتحدثوا عن الإيجابيات والميزات التي يكفلها لهم نظامها التعليمي ويؤكدوا عليها، ويعرضوا التحديات والصعوبات التي تواجههم في الشؤون الأكاديمية والبحثية، وأن يطرحوا الحلول المناسبة لها من وجهة نظرهم.