يمنع الوسطاء، جملة قصيرة يضعها بعض العقاريين والتجار عند طرح بعض العروض التجارية أو العقارية، بدأت ألحظها في الآونة الأخيرة بشكل ملفت أكثر مما مضى... تزعجني وتثيرني كثيراً عند قراءتها، فالمقصود بها حرمان طرف ثالث ورابع من الاستفادة من عملية البيع والشراء وتقاسم (السعي) والعمولة مع صاحب العقار الأساس. ويغفل من يكتبها أن الرزق من الله للجميع، وأن الفرصة للبيع تكون أكبر بتعدد الوسطاء وليس العكس، حيث إنهم سوف يزيدون من فرصة توفير مشترين أكثر من أن يكون العرض من طرف واحد. ويعزى لوجودها بأنها بسبب عدم فقدان العمولة أو الخوف من الغش والتلاعب.
حسب اطلاعي ومعرفتي البسيطة، هناك فئة هامة في المجتمع تعتمد بعد الله في رزقها على العمل كوسطاء في عرض عقارات أو عروض تجارية، وتشمل هذه الفئة بعض المعاقين أو السيدات وهم فئة لم تجد وظائف وهي تعمل عن بعد من خلال الهاتف والإنترنت، ولجأوا لذلك العمل ليس لسهولته بل لأن ظروفهم هي من دفعهم على ذلك. ويروي لي أحد العقاريين أن هناك عمليات بيع كثيرة تتم لديهم من خلال توسط سيدات ممارسات للعمل باحترافية وإخلاص وصدق وأمانة.
في اعتقادي، لو اتفق الجميع على مقاطعة كل من يكتب عبارة (يمنع الوسطاء) وعدم التعامل معه، سوف تكون النتيجة سريعة جدا بعدول كل من يضعها إلى صوابه، وتحوله إلى البحث عن الوسطاء لكي يسوق عقاره أو سلعته قبل أن تبور، فهل يتبنّى أحد مثل هذه الفكرة!، بكل تأكيد نتيجتها سوف تكون إيجابية للوسطاء وسلبية جداً لمن يتخذ شعاره (يمنع الوسطاء).
fax2325320@yahoo.com