أنارت ثم استدارت تجر خيوط النور بعد أن قذفت بجهد الجاهل على من أوكلت له تنفيذ حركة تطور تمثَّلت في ضم تعليم البنات والأبناء تحت مظلة واحدة.. وكان قراراً حكيماً وفقت إليه القيادة..
..وفي هذا توحيد للجهد والتكاليف.. فضلاً عن المردود التربوي والنفسي.
تابعت مع غيري المجموعة الأولى.. وما زلت أتابع ما ينشره معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.. ومع خواطر الحقائق التي وردت في المجموعة الأولى وما زالت تُنشر في جزئها الثاني.. إنها خواطر لحقائق، بمعنى أنها أحاسيس تشير لها تجربة ورؤى.. وتجسدها أفكار تقول حقيقة يلم بها من عاصر ويعاصر التطور وما حوله وقبله، ومن واكب صيرورة الفعل ورد الفعل حيث في الأفق نرى.. وقد أشار له المقال، ما أكبره، وغير مبرر ومنه ما نصه:
النص:
للأسف أن هؤلاء الناس عندهم المقدرة على أن يوغروا صدور العامة، ويحملوهم على الهجوم على كل صاحب فكر جديد.. وتصل الجهالة ببعضهم إلى الحكم على الآخرين بأحكام قاسية تصل إلى تفسيقهم، أو قريب من ذلك.. وأنَّى لي أن أنسى ذلك الرجل الذي تبعني، وأنا أشارك في حمل جنازة أحد الأقارب إلى خارج المسجد لنقله إلى مثواه الأخير في مقبرة النسيم بمدينة الرياض قائلاً ما معناه: (صاحب هذه الجنازة مصيره الجنة بإذن الله، وأنت ستُحاسب يوم القيامة حساباً عسيراً، لأنك أنت الذي أوحيت لولي الأمر بدمج تعليم البنين مع البنات، وهذا فيه فساد ومفسدة).
عجباً لذلك الرجل - الذي حكم عليَّ بما ليس مخولاً له أن يحكم به - فلقد جعل نفسه عالماً بالأقدار، وعارفاً بمن يُحاسب يوم القيامة حساباً عسيراً ومن يُغفر له.. وهذا أمر لا يعلمه إلا الله الواحد القهار.
وقد سمع أخي عبد الله ذلك الرجل يقول ما قال فدفعه بقوة، وقال له ما معناه:
إني أشك في سلامة عقلك، بل سلامة فهمك لدينك.
وسبق أن أصدر الدكتور كتاباً كسجل نشأة وتجربة راجعت بعضاً منه لتتأكد معلوماتي.
ومن خلال ما أعرف عن الدكتور أتذكر أنه يصلي بنا كإمام أثناء الرحلات أو الكشتات، وكنا رهطاً من القوم من السهل تذكُّرهم بالاسم كما أتذكَّر زيارتي له حين كان مدرساً في أحد صروح التعليم بمكة المكرمة، وكان معه عدد من المدرسين المشايخ، بعضهم من سوريا، وكنا نسر ونتشرف بأداء الصلاة في الحرم.. لا أقول إن في هذا ما أُزكي به الدكتور، فهو في مكمن الخير والتقى باعتدال مشهود، لكن قولاً عن قول يختلف.. أقول ما رأيت وشاركت والبعض قال وهو لا يعرف من ماضي الرجل سنداً قرأ أحداثه ومعرفة بعض من تفاصيله قبل البت برأي.. والرأي فيه يفترض أن يصدر ممن شاهد المشهد.. ولا يجوز أن يُقال ومظلته عبث القول غير المسؤول.. حيث أفتى وأعلن أن الدكتور لا تبرأ به الذمة.. والآخر نصَّب نفسه قدراً يعلم بالأقدار، والذي قال قولاً أدى بشقيقه الرصين أن يقول بالنص.
وقد سمع أخي عبد الله ذلك الرجل يقول ما قال فدفعه بقوة، وقال له ما معناه:
إني أشك في سلامة عقلك، بل سلامة فهمك لدينك.
إن الدكتور كُلف بمهام الوزارة.. ثم أُنيطت بها مسؤولية تعليم البنات.. أي أن ازدواجية الجهد والتكاليف المادية.. فضلاً عن مفهوم الأسس التربوية أسباب توجب توحيدها، فالمهمة تعليم الابن والوزارة مؤتمنة على ذلك.. والأب والأم عقولهم ومشاعرهم نحو الأبناء.. سواء في الجهد.. أو الأمل.. ومصدره واحد.. فقِصر النظر والعجلة محصلته الجهل بذلك.. أو تجاهله إن لم يتداخل مع أسباب أخرى.
الشيء المؤكد أن من آمن قولاً وفعلاً بأركان دينه.. لا يوجه له من القول ما يطعن في إيمانه، ولا يقبل من القائل أي اجتهاد أساسه التجريح وسوء الظن.. ومن أقدم على مثل ذلك أساء لنفسه وأضاع وقاره.
الخلاصة:
1- إن العلاقة الإنسانية حين طارئ من سوء فهم قد يحدث.. تحتم التشاور والحوار بعيداً عن التجريح وسوء الظن.
2- الابتعاد عن القول والفعل بقصد التشويه في المعتقد.. أو الاعتقاد.
3- الموضوع يُرد لولي الأمر.. ولا باب موصداً أمام الرأي الحسن.. وما استقام من النصح، وفق ما وجَّه به الدين والصالح من العرف.
4- أن لا يقحم أمر المقدسات واستخدام الشيء في غير مكانه.. إلا بشرط شرعي معلن.
5- التخطيط وهدف النماء والتطور من اختصاص المعني، والمؤهل لذلك، أو من كُلف به وفق المُقر من قوانين.
وهذا ملخص.. لكنه يستوعب المزيد.. وبالله التوفيق.