Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/02/2010 G Issue 13666
السبت 13 ربيع الأول 1431   العدد  13666
 
في الصميم
رحلتي مع رئيس الاتحاد الآسيوي..!!
سلطان المهوس

 

تمتد معرفتي لمحمد بن همام العبد الله رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لسنوات طويلة حيث شكَّلت لي تلك المعرفة نقطة تحول حقيقية لمسيرتي الإعلامية بعد ردح ورزح بالشؤون الكروية المحلية لأدخل دهاليز الكرة الآسيوية من الرأس مباشرة.. والفضل بعد الله يعود للراحل الصديق عبد الله الدبل -تغمده الله بواسع رحمته- والذي ساهم في تعميق صداقتي مع ابن همام عبر إعطائي فوق ما أستحق من عبارات الثناء والتقدير كعادته -رحمه الله- مع كل الإعلاميين السعوديين.

بدأت رحلتي مع الاتحاد الآسيوي حينما وقعت عيناي على ملف مشروع (الرؤية الآسيوية).. وهو المشروع الذي أطلقه ابن همام كبرنامج انتخابي أساس سيتم تطبيقه بالقارة حيث يحوي بين سطوره كافة عمليات التطوير الاحترافي لكل عناصر اللعبة من لاعبين ومدربين وحكام وجماهير وملاعب ولاعبين وأجهزة طبية ومساعدي مدربين.. وكذلك مجالات الإدارة والاستثمار وغيرها الكثير.

أدهشني المشروع وقررت المراهنة عليه واضعاً اليد باليد مع الاتحاد الآسيوي في الوقت الذي كانت فيه سمعة الاتحاد الآسيوي في السعودية بالحضيض نتيجة إرهاصات ماضية.. وكان من المجازفة أن يخرج إعلامي سعودي يمتدح الاتحاد أو ابن همام.. لكني جازفت واثقاً من نفسي وفتحت الطريق أمام بعض من زملائي الذين كانوا ينتظرون من يعلق الجرس..!!

لم أجامل ابن همام يوماً ما.. أو أصمت عن طرح آرائي التي ربما لا تعجبه.. لكني كنت مؤمناً بقدرته الإدارية على النجاح.. وأتذكر عندما تم اختيار اللاعب القطري خلفان إبراهيم ليكون أفضل لاعب بالقارة عام 2006م عندها كتبت مقالاً بعنوان: (رأس ابن همام مطلوب فوراً).. حيث طالبته بالتدخل لعدم تكرار مهزلة الاختيار غير المنطقي، وهو ما تم بعدها إذ تم وضع معايير منطقية للاختيار.. وأتذكر أن ابن همام تقبل النقد بروح مميزة رغم ارتفاع درجة حرارة جسمه آنذاك ودخوله للمستشفى..!

اليوم أكتب عن ابن همام ورؤيته وقصتي معه بعد أن شاهدت مدرجات أوزبكستان وقطر والسعودية واليابان والإمارات والصين وغيرها، وهي تمتلئ بالجماهير في مباريات الجولة الأولى لدوري أبطال آسيا كتعبير حقيقي عن مدى الطفرة التي حققها ابن همام للفرق الآسيوية التي أضحت تلعب باحترافية ونظام يجبرك على رفع القبعة احتراماً لهذا العمل الجبار لرجل خليجي مسلم أعطى صورة حقيقية للإداري العربي المحنك.

نعم.. أنا مِن أسعد الناس بالنقلة الآسيوية، فقد عايشتها لحظة بلحظة وتحملت سوء الظن والتجريح الإعلامي كثيراً حيث يظن البعض أن الشخص الذي يقف مع ابن همام، هو بالضرورة لا بد أن يقف ضد آخرين وهو منطق غريب وسلبي.. فالقمة ليست إبرة لا تتسع سوى لشخص.. بل أفق واسع يجمع كل الناجحين وابن همام بالتأكيد أحدهم.

لا أنسى إطلاقاً رحلتي الصحفية كموفد لصحيفة الجزيرة في انتخابات القارة الآسيوية لاختيار ممثل القارة بالمكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حيث الصراع بين ابن همام والشيخ سلمان الخليفة، فقد حزمت حقائبي لكوالالمبور وقلبي مع ابن همام.. بينما الاتحاد السعودي لكرة القدم اختار الشيخ سلمان الخليفة.. ومن المعتاد أن يتبع الإعلامي اختيار بلده.. لكني اخترت الحيادية لثلاثة أيام متتالية غطيت فيها كل ما يحدث هناك مع كامل الأطراف.. لكني أعلنت رأيي بصراحة بأن مصلحة آسيا هي في انتخاب ابن همام متمنياً فوزه..!!

أعجبني كثيراً بعد إعلان النتيجة وفوز ابن همام بقليل موقف الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم حينما قدم التهنئة مباشرة رغم أن موقف السعودية كان مع الشيخ سلمان، وهو الأمر الذي يعكس القيمة العظيمة والفروسية التي يتمتع بها وجه السعد.. حيث رمى بكل إرهاصات ما بعد مباراة كوريا ليثبت مجدداً أن السعودية منبع الاحترام والأخلاق، وهو ما أسعد الجميع هناك.

الكثيرون وحتى اللحظة يستغربون موقفي مع ابن همام بالانتخابات ويعتبرونه خرقاً للمعتاد.. بينما أعتبره أنا مفتاحاً تتنفس من خلاله الآراء الشخصية بعيداً عن الخوف المسيطر على الأذهان والذي هو في حقيقة الأمر (وهم) غير مبرر.

من أجمل مزايا ابن همام أنه رجل صريح ويستطيع المواجهة في أي وقت.. ولذلك فقد خرج للمشاهدين بكل القنوات العربية تقريباً وبعض الآسيوية.. وهو ما يعكس حجم الثقة التي يحملها.. لكن عيبه الوحيد أنه حاد الرأي - أحياناً - فيمكن أن تحطم جبلاً.. ولا تحطم رأياً له..!!

عندما ثارت زوبعة نادي القرن بعد إعلان الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاء كرة القدم فوز فريق الهلال بزعامة أندية القرن الآسيوي كان من ضمن مخطط ضرب اللقب الهلالي هو نشر تصريح مفبرك لابن همام يستصغر من اللقب ولا يعترف به - للأسف نشرته صحيفة رياضية سعودية -.. وقبلها كان قد انتشر عبر رسائل الجوال والمواقع الرياضية.. وكنت أقول للزميل محمد العبدي إنه من المستحيل أن يصرح ابن همام هذا التصريح.. فطلب مني البحث عن ابن همام - كان في البرازيل - وسرعة أخذ رأيه بحديثه المفبرك المنتشر.

اتصلت على ابن همام وأخبرته بقصة التصريح المزيف، وصعقني حينما أكد لي بقوله: هناك صحفيون سعوديون حاولوا كثيراً أن أستصغر من اللقب الهلالي.. أو أن أُعلق لكني رفضت..!

أخبرته بأن من الواجب تكذيب التصريح، فالسكوت ربما يفاقم الأمور.. وفعلاً تم أخذ تصريح صحفي خاص لصحيفة الجزيرة بنفي الموضوع.. واعتبار فوز الهلال مفخرة للقارة الآسيوية.. ونقل التهنئة لكافة الهلاليين.

كان ذلك من المواقف التي أشكر لابن همام أن خصني بها لأنها أخرست الثرثارين.. وصفعت المشككين وقبل ذلك أفرحت كل الهلاليين والسعوديين المخلصين.

مواقف عديدة وكثيرة وأسرار وحكايات.. تلك هي قصتي مع الرجل الذي عشقت عمله وطموحه وفرحت لمخرجات رؤيته وأذهلني تواضعه.. كتبتها ليسجل لي التاريخ نقطة وفاء.. وأنا أشاهد القارة تعيش أروع لحظات انطلاقتها الاحترافية.. فاعذروني..!!

تصويبات:

ثلاثية الهلال بمرمى السد.. أكدت الفارق الكبير بين مستوى الأندية السعودية والقطرية رغم الضخ المالي الهائل بالكرة القطرية.

* جمهور الهلال ملأ مدرجات مباراة السد في لوحة تُعبر عن نقطة التحول الهلالية التي يجب أن يتواكب معها تحول في مجالات الاستثمار والدخول المالية.

فريق الحزم فريق كبير وجدير بالمنافسة مع الكبار.. وقد أخطأ رئيس النصر في وصف الفريق بالصغير.. حيث كانت زلة لسان ما كان لها أن تصدر من رئيس نادٍ عريق كالنصر.. وسيظل الحزم كبيراً بتاريخه وشموخه وطموحه كوجه مشرق لمنطقة القصيم.. ولن يضيره بالتأكيد رأي صدر بلحظة غضب أو لغرض شخصي بحت.

ما زال رئيس الاتحاد خالد المرزوقي يدفع ثمن فاتورة الوصول بالفريق لنهائي آسيا.. فهناك من لا يريد للفريق الفوز إلا بوجوده..!!

جماهير الأهلي الغفيرة كان يجب أن تخرج من موقعة الاستقلال سعيدة ومبسوطة.. لكن تخبطات المدرب فارياس عكست الصورة..!!

قبل الطبع:

الرأي هو الجانب الأفضل من الشجاعة.



msultan444@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد