التفت إلي ابني الأكبر (يدرس في الصف الخامس الابتدائي) وقال: (ما باقي إلا يقول: ببسية ببسية.. كل الهلال شخصية!!) نظرت إليه بذهول وسكت فعاد يسألني: (صح كلامي؟!) فأجبته: (صح كلامك) وسألته أين سمعت هذا الكلام قال: في المدرسة يقولها بعض الطلاب الصغار فقلت: سبحان الله.. بعض العبارات يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ربما لأنها أقوال خالدة!!! هذه العبارة كنت أسمعها وأنا في المرحلة الابتدائية قبل ثلاثين عاماً وها هو ابني يسمعها في نفس المرحلة ويبدو أنها لم تعجبه لأنها (سخيفة). هو اكتشف سخافتها منذ أن سمعها وأنا كذلك ولكن بعد سنوات من سماعها.
مناسبة هذا الحوار القصير الذي دار بيننا أن الإعلامي المخضرم الزميل عادل عصام الدين الذي بات يستأثر بتقديم الأستديو التحليلي في النهائيات استهل تقديمه الضيوف قبل نهائي كأس ولي العهد بقوله: «إذا حمى الوطيس مالنا إلا يوسف خميس».. (قلنا يستاهل.. ثم قال: «مع الأهلي والهلال ما لنا إلا طارق كيال» قلنا: مقبولة ثم قال: «عبدالعزيز الخالد دائماً حاضر ومتواجد» (قلنا مدح الأول والثاني ولابد أن يجامل الثالث فهم ثلاث عيون في رأس (صار رأس سكني!!) إلى هنا والأمر مقبول ولا بأس به لأن الثلاثة يستاهلون، رغم إنهم وقعوا في حرج كبير وهم يسمعون هذه العبارات، وأعتقد لولا الحياء على الهواء مباشرة لهاجهم استعبارا: (كفاية يا عادل)!! وغير المقبول أن المقدم عادل عصام استمرأ اللعبة وكأنه يظن أن هذه العناوين التي يسردها من ورقة أمامه لا يستطيع أحد غيره قولها ولاسيما أنه اهتم بتحضيرها وربما (سهر) ليلة المباراة ليكتبها وأضاف يقول: (فارياس يبغى الكأس والبلجيكي يتوعد انتظر تكتيكي) يا عيني وقال أيضاً: (الفريقان وصلا نهائي كأس ولي العهد بعد جهد وصد ورد)!! وقال (الأهلي يغلي والهلال عال العال)!! واستمر يسرد عبارات من نوعية (ببسية.. ببسية) وترجمتها (بيبسي - بيبسي) ولكن تم تحويل الكلمة إلى المؤنث لتتوافق مع (القافية) تبعا لقاعدة يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره.
لماذا يصر الإعلامي عادل عصام الدين على ترديد مثل هذه العبارات (الباردة) جداً التي تأخذ من وقت الأستديو التحليلي دقائق طويلة (مملة) ولماذا يصرعلى تذكير المشاهدين بأن يوسف خميس يتحسر على حال فريقه النصر ويبالغ في مواساة طارق كيال بعد الخسارة ويبارك لعبدالعزيز الخالد الهلالي حسب وصف عصام الدين؟!..
كيف يستقبل المشاهدون آراء الثلاثي الفنية إذا كان المقدم يذكرهم بين جملة وأخرى بانتماءات وميول الضيوف؟!
أليس من المفترض تقديمهم باعتبارهم خبراء فنيين للقناة الرياضية السعودية فحسب؟! ثم كيف يقول عصام الدين بأن كيال أهلاوي والخالد هلالي وخميس (محايد)؟! منذ متى كان النصراوي محايدا في لقاء يلعبه الهلال ومنذ متى كان الهلالي محايدا! في لقاء يلعبه النصر؟!
أنا هنا لا أشكك في حيادية الثلاثي الفنية بتاتا ولا أنتقد آراءهم لكني أنتقد التركيز على ميولهم ولاسيما وأن عصام الدين استأثر بالحديث أكثر منهم وبدلا من أن يسأل ويبقى مستمعا انشغل وأشغل من في الأستديو والمشاهدين بأحاديث ليس لها علاقة بالتحليل الفني ولم يبق للضيوف إلا دقائق معدودة لم يستطيعوا خلالها تقديم وجهة نظر فنية متكاملة في مباراة حافلة بالكثير من الأحداث والتحولات الفنية نحن لا نريد مقدم برنامج رياضي (متقعر)، وكذلك لا نريد مقدما يفرض علينا انطباعاته الخاصة ويضع ضيوفه في إطارات ملونة بألوان الأندية.. نريد مقدما يقدم ضيوفه بما يتناسب مع البرنامج والهدف منه ويتحدث قليلا ويصمت طويلا.. نريد مقدما يدرك الفرق بين التقديم والتأخير.
مقاربات
رغم الملاحظات التي تظهر على بعض برامج الرياضية السعودية إلا أنها تظل القناة الرياضية المفضلة لدي لعدة أسباب سأتطرق إليها في مقالة مقبلة بإذن الله.
ظهرت للأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال مع تصريح نشرته الجزيرة صورة، وهو يرفع السبابة والوسطى من يده اليمنى.. بعضهم يظن أنها علامة النصر.. وباعتقادي أنه بعد كأس ولي العهد لا يمكن أن (يطري) عليه النصر أبداً إنما كان يشير للاعبي فريقه: باقي بطولتين.
كتبت بعد حسم الدوري أن رئيس الهلال يستحق كأس الدوري في شماله، وكأس ولي العهد في يمينه ويتوج رأسه بكأس خادم الحرمين الشريفين... امتلأت اليدان وبقي تتويج رأس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
ظهر ياسر القحطاني في الوقت المناسب وساهم في فوز فريقه بالبطولة الثانية هذا الموسم و(انقلبت) الانتقادات إلى معلقات مدح.. ياسر لاأخشى عليك من النقد لكني أخشى من المديح الزائد... انتبه ياسر المهمة لم تنته بعد.
فريق الهلال الكروي بحاجة إلى تدريبات خاصة على كيفية تنفيذ الركلات الركنية بأساليب تتناسب مع احترافية الجهاز الفني.
يمتاز البرازيلي نيفيز بتنفيذ الضربات الحرة المباشرة القريبة من مرمى الخصم.. أما أن يسدد من منتصف الملعب مباشرة إلى المرمى فهذا أسوأ تصرف يهدر جهد زملائه و(يحرق) أعصابهم.
وين أسامة.. وين أسامة؟! هذا لسان حال الجماهير وهي تشاهد أسطورة الكرة السعودية محمد الدعيع يتقدم لاستلام كأس ولي العهد.. الدعيع يستحق التكريم بلا شك لكن أسامة هوساوي كان أكثر حاجة إليه.
الأستاذ عبدالرحمن الحلافي نائب رئيس اتحاد كرة اليد والأستاذ تركي الخليوي الأمين العام قدما كل ما يستطيعان للمنتخب في بيروت ولكن تجري الرياح.. خسارة بطاقة التأهل جاءت في سيناريو ولا في الخيال تذكرنا بخسارة منتخب القدم أمام البحرين أيضاً في الثواني الأخيرة.