Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/02/2010 G Issue 13666
السبت 13 ربيع الأول 1431   العدد  13666
 
رئيس الهلال وأكذوبة جريتيس خير دليل
المعلقون بين التعصب والرحيل

 

عنيزة - خالد الروقي

يحرص متابع كرة القدم في حالة رغبته في مشاهدة مباراة ما أن يسأل بداية عن شخصية معلق المباراة ومن يكون ليتسنى له المتابعة باستمتاع وسعادة ودون كدر أو تحيز وعلى هذا التقييم تجد القنوات الرياضية تلهث خلف أبرز المعلقين وترصد لهم مبالغ مجزية يسيل لها اللعاب لثقتة مسؤوليها بأنهم أحد الأسلحة المهمة في عملية جذب المشاهد وسلب قلبه ومن ثم كسب جيبه.

البعض منهم (ذكي) ومتفوق على نفسه ومعه تشعر بأنك داخل أرضية الملعب من خلال تفاعله وحدسه العالي في خلق أجواء رائعة ومثيرة للمباراة حتى وإن كانت المباراة تحصيل حاصل.

ولكن للأسف في الضد يتضح بأن بعض المعلقين يسقط نفسه في وحل التعصب تارة وفي عدم التعايش مع الحدث تارة أخرى وبعده كل البعد عن أجواء اللقاء فليس غريباً أن تسمع أحدهم يأتيك بشئون المطبخ وأسراره ولا عجيباً أن يعطيك آخر سيرة ذاتية مفصلة عن اللاعب الفلاني وأفراد عائلته ولا ثالث يمنحك معلومة من سطح القمر لا علاقة لها بعالم كرة القدم ناهيك عن بعض الأصوات التي تصلح لأي شيء سوى التعليق على مباراة كرة قدم.

المثير للدهشة حقيقةً بأن بعض المعلقين وبعد أن يكيل بمكيالين ويحمل على عاتقة مهمة الدفاع عن فريقه المفضل ويستنقص من هذا ويُقلل من إنجازات ذاك وبعد أن يشعر بانكشاف القناع عن وجهه يبدأ باختلاق الأعذار وإصدار الحجج الواهية التي لا يقبلها عقل ولا يُصدقُها منطق فتجده يؤكد بأنه ك(معلق) لا صالح له من فوز أو خسارة فريق إنما ضميره (التعليقي) يُحتِم عليه العدل والإنصاف ليصفعك ب(كومة) من علامات الاستغراب بتناقض نفسه بنفسه في موقف لا تفسير ولا تحليل له.

ومما يزيد الأمر سوءاً قول أحدهم بأن الصحف تصفه بالمتعصب والمتلون ناسياً بأن الصحف لم تكن لتطلق ذلك إلا من خلال ما شاهدته على أرض الواقع وأن ليس لها دليل سوى الظاهر مستغفلاً في تصرفاته وتجاوزاته ذائقة وميول المتلقي الذي بات يُفرِق بين الغث والسمين والجيد والمصطنع.

آخر المشاهد المضحكة حد القهقهة ما ذكره أحدهم مؤخراً في نهائي كأس سمو ولي العهد الأمين بين الأهلي والهلال من أن مدرب الهلال البلجيكي إيريك جريتيس وصف الإعلاميين أجمع بالأغبياء مع أن المدرب سالف الذكر نوه في أكثر من مناسبة قبل المباراة بأنه وصف السؤال بالغبي وليس الإعلامي ليؤكدها مرة أخرى في المؤتمر الصحفي الذي عقده بأنه لم يخُص الإعلامي إنما سؤاله.

ويظهر السؤال: هل نحتاج لكل مرة لتصريح وتوضيح في مثل هذه النقطة على طريقة التكرار؟

الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد أبدى تذمره ذات حين من أحدهم عندما تمنى في حديث متواضع من أحد المعلقين أن يعطي كل ذي حقِ حقه دون النظر بعين واحدة وكونه أن يأتي هذا الاستياء من رئيس بقامة الأمير الشاعر فهذا مما يزيد من قناعة المستمع بأن التعصب يجد له متنفساً بين المعلقين. الشيء المؤكد بأن هذه القنوات إذا استمرت على هذا النهج بمنح الثقة لهذه الأصوات ستكون بلاشك موعودة بهجران جماعي لا رجعة فيه وهي التي لا ترضى بأن تكون حقلاً للتجارب أو ساحةً لتصفية الحسابات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد