عنيزة - خالد الروقي
لم يعد غريباً أن تشاهد طفل الخامسة، فما دون، يستمر في الطرقات والشوارع وحيداً، ويقضي فيها جلَّ وقته بعيداً عن أعين الرقيب، ولا داعي لإثارة علامات استفهامك عندما ترى أحدهم يتطاول ويقف جنباً إلى جنب معك في أحد الأسواق المركزية محاسباً عن جملة أغراض تسوقها. وجميعنا يعلم ما تتركه الأزقة والشوارع على صغار السن، من آثار وما تولده لديهم من أفكار وممارسات رديئة تدفع بهم إلى المهاوي والطرق الخاطئة، منذ سنوات حياتهم المبكرة، في غياب المتابعة من الآباء والأمهات. والأدهى والأمر عندما تسأل الأب عن عدم مراقبته لأطفاله، فيذهلك بإجابة غريبة مفادها أن أعماله وارتباطاته لا تسعفه لمراقبة طفله، فليس من المنطق - حد تعبيره - أن يترك أعماله ليتفرغ لأبنائه! بينما تكون إجابة الأم أخف وطأة حينما تقول إن شؤونها المنزلية لا تدع لها الفرصة للاهتمام بفلذات أكبادها والحرص عليهم وأن لديها ما هو أهم ويستحق المتابعة. ويصبح الأمر أشد مضاضة عندما يحل مكروه بأحدهم - لا سمح الله - من حوادث أو إصابات أو حتى اختطاف حينها يفطن أولياء الأمر وتُستنفر الجهود ليحمل كل طرف الآخر مسؤولية اللا مبالاة وعدم الاهتمام دون وضع حلول حقيقية لهذا الانفلات! ويبقى السؤال! إلى متى نظل على هذه الحال؟