Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/02/2010 G Issue 13666
السبت 13 ربيع الأول 1431   العدد  13666
 
فبراير يدلل العملة الخضراء
تكلفة الإقراض في أمريكا.. وهوس حماية رأس المال يعززان من شعبيته

 

تحليل - وليد العبد الهادي

حظي الدولار هذا الأسبوع بعد قمة سعرية جديدة برعاية ودلال من كافة شرائح السوق أخضعته لتقييم جاد في 2010م تبين بعد ذلك أنه عام الدولار.. وبدأ الجميع يطلب وده ويلازمه في كل تطوراته خصوصاً بعد شرخ جديد في احتياطيات الدول بسبب تدني اليورو الرهيب وغيبوبة أوروبا الحالية مع العودة لممارسة متطلبات وعاء القيمة بالتنقل بين الدولار والذهب والنفط سعياً لحماية رأس المال، لكن ثمة خبراً رفع من تكلفة الدولار وزاد من شعبيته بين الحضور أعلن عنه الفدرالي الأمريكي.. وكل حيثيات القرار تشير إلى حالة اقتصادية متفائلة بدأت تظهر في الأفق وثمارها قد تقطف على المدى البعيد، ولمزيد من التفصيل سنستعرض أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم

الدولار الأمريكي:

وصل إلى 81 أمام سلة عملاته وإمكانية العودة إلى 78.5 ما زالت قائمة وأبعد ما يمكن تحقيقه هو مستوى 82.. والجميع يتسلى بالدولار لأنه الأفضل من حيث الزخم وانتظاراً لهبوط وشيك للذهب دون الألف دولار للأونصة حيث البنوك المركزية تترصد به لتنويع احتياطياتها، وفيما يتعلق بخام نايمكس فقد وصل إلى مستوى 80 دولاراً للبرميل وتحول المضاربين من أسواق الأسهم إلى وعاء القيمة (الذهب - الدولار - النفط) على الرغم من أن مخزونات الطاقة الأمريكية ارتفعت إلى 3.1 مليون برميل.. وهذا دليل على أن ما يحدث هو إدارة سيولة وحماية لرأس المال فقط.

بعد أن قام الفدرالي الأمريكي بشكل مباغت برفع الفائدة على القروض التي يمنحها للبنوك ربع نقطة مئوية إلى 0.75% أُصيب المصرفيون بضيق في التنفس وتأثر القطاع المصرفي في سوق الأسهم بالهبوط بسبب أن عملية الرفع تؤكد أن الإقراض أصبح مكلفاً للبنوك وهناك من يقول إنها من إشارات تعافي الحالة الاقتصادية.. وكلا القولين مطروحان حيث إن الحكومة لديها رغبة في إراحة الاقتصاد نوعاً ما من جنون الأسواق المالية والإقراض المخيف للمستثمرين فيه.. لكن بالمجمل يبدو الخبر إيجابياً على المدى البعيد.. من جهة أخرى تراجعت ثقة المستهلك لفبراير إلى 46 بعد أن كانت عند مستوى 55.9 على الرغم من تراجع الحالة الائتمانية لدى المستهلك.. وتظهر تقشفاً شديداً من قبل المستهلك بسبب نمو طلبات الإعانة والعاطلين عن العمل، أما قطاع الإسكان فقد تراجعت مبيعات المنازل الجديدة إلى 309 آلاف منزل في يناير بسبب ارتفاع الأسعار من قبل تجارها وتدني معدلات الاستهلاك.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي:

أنشط زوج من بين الأزواج الرئيسة ولديه دعم أسبوعي مُرضٍ عند 1.34 ولياقة عالية للارتداد إلى مستوى 1.40 تشكَّلت ملامحها من الشموع الانفصالية التي تدل على الأقل على ظهور منطقة تماسك وتوازن بين قوى العرض والطلب.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:

تم زيارة مستوى 1.53 كما ذكرنا في التقرير السابق وارتطم بخط القناة السعرية الهابطة.. ولا يمكن رصد أهداف مغرية طالما الزوج يتداول دون مستوى 1.55.. وهذا الرقم قد يكون أقصى ما يمكن فعله من قبل المشترين، ويبدو أن السلوك الهابط سيستمر حتى نهاية مارس القادم بناء على الحركة الفنية.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:

محاولتان فشلت في التخلص من هموم المقاومة 91.3 والتي تأتي ضمن خط الاتجاه الهابط البالغ من العمر ثلاث سنوات ليس بالأمر الهين ويظهر الزوج احتراماً له لكن يبدو أن الكفة ترجح المشترين نظراً لضعف عزوم البيع في المنطقة (90 - 86).

اليورو:

أعلن عن القراءة النهائية للواردات للربع الرابع بتراجع 1.8% مع ثبات نسبي للصادرات تؤكد معاناة الاقتصاد من انفتاح على التبادل التجاري.. ولا يزال الناتج المحلي الإجمالي لنفس الربع منكمشاً عند 2.4% مما أعطى انطباعاً بأن ألمانيا قد لا تقوم بدورها الأخوي تجاه شقيقاتها المتعثرات.. ولا سيما أن معدلات البطالة لشهر فبراير قد تصل إلى 8.2% عند نفس القراءة السابقة لشهر يناير، لكن إجمالاً لم يظهر من الأرقام ما يكبد اليورو أرقاماً حمراء إضافية.. وهو ما انعكس بالفعل على الحركة الفنية.

الجنيه الإسترليني:

توقعات بتراجع بنسبة 0.6% في حجم الأصول المستثمرة من قبل قطاع الأعمال دليل انخفاض الشهية الاستثمارية وانعدام أصول العائد المرتفع في الأسواق البريطانية للربع الرابع، خصوصاً مع النتيجة غير المبشرة لعرض النقود الأسبوع الماضي، ويوم الجمعة ننتظر أرقام الناتج المحلي للربع الرابع الذي قد ينكمش 3.1% مما قد يزيد الأمر سوءاً في العملة.. هذا كل ما هو مهم من الأرقام حيث ندرة التقارير هذه الأيام تقصي المضاربين عن الجنيه.

الين:

أسواق الأسهم في طوكيو تُعبر عن كل ما يحدث هناك حيث لا يزال (نيكاي) يقبع في منطقة 10.000 نقطة منذ عشرة شهور يعطي تصوراً بأن هذه المناطق هي كل ما يمكن فعله من قبل المشترين خصوصاً وأن أداء الشركات هناك لم يضف شيئاً في خانة النمو ومع ندرة البيانات الاقتصادية وتدني شهية المخاطرة صمد الين أمام الدولار ولم يكن لقمة سهلة لدى تجار الدولار، ومع توقعات بارتفاع التضخم عبر أسعار المستهلكين مع تراجع في أداء قطاع التجزئة قد تظهر غداً يرجح استمرار ثبات الين للأسبوع القادم.

* (تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 4 صباحاً بتوقيت جرينتش)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد