Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/02/2010 G Issue 13666
السبت 13 ربيع الأول 1431   العدد  13666
 
رغم استغلالها تجارياً من البعض
إعلاميون: أزمة فبراير 2006م ساهمت بزيادة وعي المتلقي واحترافية الطرح الاقتصادي

 

الجزيرة - عبد الله الحصان

لم يكن المستثمرون بالسوق المالية الوحيدين الذين واجهواً ضغوطاً من انهيار السوق، بل إن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها كان عليها مسؤولية من نوع آخر، فبين تغطية الحدث ومتابعة تداعياته كان لتطوير محتوى الشأن الاقتصادي هماً آخر عليها، فمستوى اهتمام المتلقي بالأخبار الاقتصادية يرتفع بشكل كبير وسريع، حيث زادت اهتماماته وتجاوزت إلى أن وصلت ربط متابعة أسواق الأسهم المحلية بالعالمية إضافة إلى متابعته لكافة الأنشطة الاقتصادية اليومية.

هذا التطور جعل عدداً كبيراً من الوسائل الإعلامية تبحث عن آليات جديدة لتطوير طريقة أدائها وتعاطيها للشأن الاقتصادي بشكل أكثر احترافية لإرضاء غاية المتلقي الذي بات مثقفاً، وأصبح الطرح أكثر عمقاً من خلال إشراكه وعرض وجهة نظرة ومحاولة معرفة خفايا الأخبار والأحداث من كافة جوانبها الاقتصادية.

وحول مسيرة الإعلام الاقتصادي خلال السنوات الأربع الأخيرة، أكَّد مدير عام قناة الاقتصادية أن الأزمات الاقتصادية تسهم في زيادة الوعي والاهتمام بالإعلام الاقتصادي لدى المتلقي الأمر الذي شكّل ضعطاً على هذه الوسائل من أجل تطوير المادة الإعلامية لتتناسب طردياً مع ازدياد وعي المتابع للشأن الاقتصادي وصاحب المصلحة على حدٍ سواء.

وقال الدكتور طارق ريري لـ»الجزيرة»: الأزمات أيّاً كان نوعها وحجمها، فهي تسهم بشكل كبير في تطور الثقافة سواء للمتلقي أو الوسيلة الإعلامية، غير أن أزمة فبراير 2006م أوجدت استغلالاً من بعض من يقدمون الدورات العلمية الاقتصادية التي كان الهدف منها ربحياً خالصاً.

وأضاف أنه في السابق كانت مساحة الحديث في الشأن الاقتصادي في القنوات العامة لا تذكر مقارنة بباقي البرامج الأخرى، غير أن الأزمات الاقتصادية والاهتمام الكبير بالمجال الاقتصادي أوجد قنوات ووسائل إعلامية متخصصة تفرد الوقت والمساحة الكافيتين للحديث عن الشأن الاقتصادي، بل تسهم أحياناً في تقديم المعلومات التي قد تجعل المتلقي يتخذ قراراته الاستثمارية بشكل سليم.

من جانبة أكَّد إعلامي اقتصادي تعايش مع فترات الصحافة المختلفة أن الأزمات المالية ساهمت بشكل كبير في تنوع الكم والمضمون لدى الإعلام الاقتصادي.

وقال الإعلامي إبراهيم العقيلي: إن فترة ما بعد أزمة فبراير عام 2006م أوجدت تنوعاً في الطرح الإعلامي، كما أسهمت باستحداث قنوات تلفزيونية وملاحق متخصصة تتحدث عن الاقتصاد بالصحف، وأضاف: ساهمت الأزمات المالية بخلق مناخ للتنافسية في الطرح المتخصص وهو الأمر الذي يختلف عما كان يطرح قبل حدوث الأزمات.

وأشار العقيلي إلى أن هناك من استغل الطفرة والتطور في الطرح الإعلامي الاقتصادي وأصبحوا يروجون لأنفسهم من خلال كتاباتهم واعتبروا هذا الازدهار الإعلامي الاقتصادي فرصة لهم في إظهار ما يرغبون بالحديث عنه.

واختتم العقيلى حديثه قائلاً: لقد غيّرت هذه الأزمة خريطة الساحة الإعلامية، حيث زاد عدد القنوات الفضائية التي تغطي الشأن الاقتصادي مع إعطائه مساحة لا تقل عن أبرز التغطيات والأحداث وأصبح الخبر العاجل لا يقتصر على الأحداث السياسية والأخبار الأخرى فقط، بل أصبح يشمل الخبر والحدث الاقتصادي إضافة إلى أن الصحف أفردت ملاحق ومساحات اوسع للاقتصاد في إعدادها اليومية وازدادت المجلات الاقتصادية المطبوعة بشكل كبير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد