Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/02/2010 G Issue 13666
السبت 13 ربيع الأول 1431   العدد  13666
 
4 سنوات على السقوط.. وسؤال الناس لم يتغير: مَنْ المتسبب؟

 

الجزيرة - أحمد المطيري

ذكرى (فبراير 2006) ما زالت تتفاعل يوماً بعد يوم، وتشكِّل إلى الآن محور أحاديث المجتمع ومحط التفسيرات والتحليلات لأسبابها. (الجزيرة) رصدت بعض آراء المتداولين في الذكرى الرابعة لانهيار السوق المالية.

بداية تحدث إلينا المتداول يوسف الغامدي بقوله: «حقيقة، انهيار الأسهم كان كارثة حقيقية، أثرت في أغلب طبقات المجتمع، وقضت على مدخرات الكثيرين، بل وأثرت على صحة البعض نتيجة الخسائر الفادحة التي مروا بها». ويتفق المتداول محمد الشهراني مع السيد الغامدي قائلاً: «انهيار الأسهم كان من أعظم الأحداث التي مرت بالاقتصاد السعودي في العقد الأخير؛ حيث أضرت بالكثيرين؛ فالبعض رهن أملاكه، والآخر دفع بمدخراته كاملة في السوق التي كانت مشجعة في بداياتها، ومفاجئة في نهايتها». ويشدّد ناصر المطيري على ضرورة التحقيق في انهيار السوق المالية بقوله: «رغم مرور 4 سنوات على حدوثه إلا أنني ما زلت أطالب بفتح ملف تحقيق في الأسباب التي هوت بها بشكل كبير قضت على الأخضر واليابس.. وأتوقع أن المسألة جديرة بالتحقيق في ثناياها؛ حيث تعتبر قضية رأي عام». ويري محمد الشدادي أن حدوث تلك الكارثة يعود إلى عدم وجود الوعي لدى المتعاملين بالسوق؛ فقال: «كان لعدم وجود الوعي الكافي لدى المتعاملين دور رئيسي في حدوث تلك الكارثة؛ حيث إن البعض لا يعرف حتى معنى الأسهم فقط، سمع بها فجاء يلهث نحوها, وكانت المسألة تحتاج إلى خبرة كبيرة وكافية للدخول في ذلك المضمار». خالد الشدادي اتفق مع شقيقه محمد قائلاً: «لا شك أن مسألة الوعي كانت هي أهم المحاور في معادلة الأسهم، وكان من المفترض قيام الجهات المختصّة بدورها التوعوي والإرشادي, بل كان الأمر يتطلب أن يتعدى دورها ذلك كالقيام بالتحليل مثلاً وإسداء النصائح والتوصيات، وكان لغياب دورها في تلك المسألة الأثر الأكبر في الخسائر الفادحة التي تعرضنا لها؛ فأصبحنا فريسة سهلة للتنبؤات والتفسيرات والشائعات». من جهته قال عبدالمحسن الجربوع، أحد المتعاملين بالسوق، لـ(الجزيرة): «خسرت في السوق المالية كل مدخراتي التي جمعتها منذ عشرين عاماً، وعدت إلى نقطة الصفر. انهيار الأسهم كان من أكبر الأحداث التي مرت على السوق السعودية؛ فقد كان الوضع ممتازاً ومغرياً في البداية ومؤسفاً في النهاية. الحمد لله أن جاءت الخسائر على مدخرات فقط؛ فالبعض خسر الكثير والكثير جدا، كل هذا كان بسبب الأسهم التي هوت دون سابق إنذار».

تتعدد الأسباب والتفسيرات ويبقى انهيار الأسهم أكثر الذكريات الاقتصادية إيلاماً بالنسبة إلى المجتمع السعودي في القرن الواحد والعشرين. وبالرغم من المطالبات المتكررة باستمرار لمعرفة أسباب ما حدث إلا أن المستثمرين في السوق المالية لم يجدوا الإجابة الشافية إلى هذه الساعة؛ فقد رصد التاريخ شواهد سقوط أعتى الأسواق على مر العقود السابقة بدءا بالكساد العظيم في أمريكا إلى وقتنا الحالي، وكان سؤال جميع المستثمرين بكل الأسواق التي مرت بتلك الهزات العنيفة: «مَنْ المتسبب في السقوط».




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد