بين الفينة والأخرى يظهر علينا (غاضب) أو مجنون وقتي تصيبه (صرعة الغضب) فيقتل من هو أمامه، فإن كان في تجمع جماهيري في متجر أو ملعب كرة فيصيب عدداً كثيراً من البشر، وقد يقتل مجموعة من الناس، فيتخوف سامعو الخبر بأن عملاً إرهابياً نفذه أحد المنحرفين فكرياً، فيظهر بيان يوضح بأن من ارتكب الفعلة منحرف سلوكياً، وأنه مصاب بصرعة الغضب، ولم يقم بهذا العمل بدافع أيدلوجي أو فكري.. بل لأنه غضب في لحظة ففرغ غضبه في الشخص الذي أوقعه حظه العاثر أمامه.
هكذا فهمنا عن واقعة قتل مدير شرطة الجزائر الذي ذهب ضحية غضب مساعده الذي كان مسلحاً بسلاح يفترض أن يكون لحماية المواطنين فاستعمل لقتل من يعمل ويرأس جهازاً لحماية المواطنين.
الخبر يقول إن عقيد الشرطة المتقاعد ولطاش شعيب الذي يشرف على الوحدة الجوية للشرطة في الجزائر أقدم على قتل رئيسه العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الجزائري بعد نقاش غاضب، أصيب خلاله العقيد ولطاش شعيب ب(نوبة جنون) فرغها من خلال مسدسه الذي أنهى به حياة رئيسه وزميله مدير الشرطة العام العقيد علي تونسي.
صرعة الغضب.. أو لوثة الجنون هذه التي كثيراً من الجرائم والأفعال التي (تعلق عليها) تظهر أن هناك من يعيش بيننا (مجانين مؤجلين) وأنهم معرضون للإصابة ب(صرعة الغضب) أو (لوثة جنون) ممكن أن تنهي حياة من هم أقرب الناس لهم.
jaser@al-jazirah.com.sa