أبها - عبد الله الهاجري
أثناء دخوله للأستوديو بهدف تركيب صوته على المقاطع الخاصة له ضمن مشاركته في أوبريت الجنادرية 25، لم يبد الموهبة الجديد في عالم الغناء السعودي الطفل خالد الجيلاني، بوقوفه إلى جانب عمالقة الفن كالفنان محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وماجد المهندس وعباس إبراهيم، وهو الذي لم يتجاوز الأحد عشر عاماً أي تردد أو خوف.. بل تقدم وأدى وصلته الغنائية بطريقته الخاصة التي أدهشت الجميع، وما أكد تفوق الجيلاني وأعطاه الثقة في نفسه هو إشادة عمالقة الفن المشاركين في الأوبريت والذين لهم باع طويل في الفن، كما تنبأ الجميع للطفل خالد الجيلاني الذي يمتلك خامة صوتية مميزة بأنه سيكون علامة فارقة في الفن عما قريب.
وبحسب المقربين من الفنان عبد المجيد عبد الله فقد أكدوا إعجابه الشديد بخالد وبأنه قد اختصر مسافة عشرين عاماً من الجهد في المجال الفني بما يمتلكه من طاقات وصوت رخيم سوف تظهر وتتطور مع مرور الأيام.
هذا وقد قام الطفل السعودي الموهبة «خالد الجيلاني» بأداء إحدى اللوحات بصوته والتي تعبّر عن الطفل السعودي في أوبريت مهرجان الجنادرية الذي سينطلق غرة شهر ربيع الآخر حيث تم اختياره بعد اكتشافه من قبل الشاعر ساري.. وبعد أن استمعت إليه اللجنة الفنية الخاصة بالمهرجان.
«الجزيرة» تحدثت مع خالد الجيلاني وكان فعلاً يسبق عمره كثيراً، هدوء مع ثقة في كلامه, أحساس كبير بالنجومية، بساطة الأطفال في تعاطيه معنا، امتدح كثيراً «الجزيرة» وقال إنه حريص على قراءتها، ورغم صغر سنه، فكان يتكلم بعقلية المتمرس في الفن، قال لنا الكثير ببراءة الأطفال، وقلنا بعد ذلك، ننتظر الكثير منك وننتظر تقدمك في عمرك قليلاً، حتى نثبت فعلاً للجميع، بأن الفن السعودي فن ولاّد، ولا يقتصر أبداً على عدة أصوات، والدليل، الموهبة خالد الجيلاني.
في بداية حديثنا مع خالد سألناه كيف تم اكتشافه فقال: منذ أن كنت في سن الثالثة تقريباً كانت لديَّ ملكة الحفظ السريع، حيث بدأت بين فترة وأخرى بترديد بعض الأغاني الطربية كأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبده وبرتم موسيقي جيد حتى بلغت السادسة.. وبدأت أستمع للأغنية بشكل أفضل وأدق.. وبدأت أرددها بإتقان ملفت، فيما علَّق والد خالد الذي كان معنا في طرف الحديث بأنه بعد وصوله إلى سن السادسة تأكدنا أن لديه ميولاً فنية لا بد من تنميتها.
واصلنا الحديث مع خالد ووالده حول الأعمال التي قدمها للساحة الفنية، فأجاب والده: خالد في بداياته وما زال صغيراً في السن، ورغم ذلك إلا أنه قام بتجربة تسجيل خمس أغانٍ في أحد الأستوديوهات للتأكد من قدرته على الوقوف أمام المايكرفون، حيث غنى بعض الأغاني لراشد الماجد والفنان الراحل طلال مداح، وأغنية خاصة كانت من كلمات عمه نادر الجيلاني، ثم انتشرت تلك الأغاني سريعاً في المنتديات، وجاءت بردود فعل مشجعة جداً من بعض الأشخاص، كما أنه أصبح يقدم وصلات غنائية في بعض حفلات زواج الأقارب فقط، وفي كل مرة تأتي ردود فعل مشجعة أكثر من ذي قبل.
وحين استفسرنا عن دعمه من الفنانين فكانت الإجابة بأنه لم يقدم له أحد من الفنانين إلى الآن أي دعم، لكن هنالك شخصاً يُعتبر المكتشف الحقيقي لخالد والذي استطاع لمح موهبته سريعاً وتقديمه وبكل قوة في أضخم مهرجان يُقام في المملكة العربية السعودية، وهو الشاعر ساري، فمن هنا ستكون الانطلاقة الجميلة التي يحلم بها أي فنان كبير لا سيما وهو سيقف بجوار عمالقة الفن.. ليس على المستوى المحلي.. بل حتى الخليجي والعربي كفنان العرب محمد عبده والفنان عبد المجيد عبد الله والفنان راشد الماجد والفنان ماجد المهندس والفنان عباس إبراهيم.. وهذه في اعتقادي ستكفيه وستكون العلامة الأبرز في حياته القادمة.
وحول اختياره لمهرجان الجنادرية أوضح خالد أن الاختيار كان عن طريق الصدفة.. فسبق أن كان هناك منتدى عائلي قدم من خلاله خالد بعض الوصلات الغنائية وبعض المقاطع والتي انتشرت بين المنتديات واليوتيوب، واستمع إليه أحد الملحنين أيضاً عن طريق المصادفة، وأثناء بحث الفنان ماجد المهندس عن طفل يقوم بأداء الوصلة الغنائية فقد تم عرض أكثر من طفل على الفنان ماجد ولم يتم قبولهم حسب رؤية اللجنة الفنية، وربما يكون لحسن حظ خالد بأنه عندما كان يبحث أشار إليه أحد الملحنين الذي استمع إليه عن طريق الصدفة.. فأشار له بإمكانيات خالد فطلب مقابلته وتم الاتفاق بعد أن استمعت إليه اللجنة الفنية المختصة بالمهرجان.
وعن تفاعل وتعليقات من حضر أثناء تركيب صوته في الأستوديو قال خالد: إن أول من علَّق على صوتي.. بل وضمني هو الشاعر ساري.. بعد ذلك الفنان عبد المجيد عبد الله حيث قال لي: «أنت أكبر مما كنت أتوقع».
وحول مشاعره ووقوفه أمام خادم الحرمين الشريفين، وهو يمثل في تلك اللحظة أطفال السعودية قال خالد: كل إنسان في هذا الوطن يتمنى لقاء الوالد خادم الحرمين الشريفين.. ولكن فرحتي وفرحة عائلتي بتشرفي بالسلام على قائد الأمة يجعلني أفكر كثيراً وأستعجل الأيام حتى أصل لتلك اللحظة.
وسألنا خالد عن توجيه الفنانين له وقت تركيب صوته فقال إن الجميع كان يشجعه ويوجهه، ولكن كان الفنان عبد المجيد والفنان ماجد المهندس هم أكثر من أشادا بصوتي وكذلك الشاعر ساري الذي له بالغ الأثر في نفسيتي أثناء التسجيل. من لقاءاته مع العمالقة في الأستديو:
محمد عبده:
إحساس بالرهبة، ولكن حديث الأستاذ محمد عبده هو من خفف عليه ذلك الخوف ومن ثم إعطاؤه كلمات تشجيعية مؤثرة من فنان كبير بالتأكيد له وقع خاص.
عبد المجيد عبد الله:
طبعاً الفنان عبد المجيد له تعامله الخاص حيث كان يتحدث مع خالد ويمازحه حتى يبعد عنه بعض الخوف الذي كان بادياً عليه.
ماجد المهندس:
رجل خلوق ويتعامل بتلقائية جعلت خالد يتعامل معه بأريحية تامة خصوصاً.. وهو مهندس العمل كاملاً.
راشد الماجد:
لسوء الحظ أثناء الدخول للأستوديو كان راشد الماجد قد انتهى من تركيب صوته وذلك كونه سيتوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة.
راشد الشمراني:
راشد الشمراني لخفة دمه تأثير واضح على خالد كونه متابعاً له كثيراً خصوصاً في مسلسل بيني وبينك.. فكان خالد فرحاً بتواجده..
عباس إبراهيم:
توجه خالد بالسلام عليه وتحدث معه قليلاً لأن وصلة خالد الغنائية بعد أن انتهت كان وقت دخول الفنان عباس إبراهيم فلم يلتقيا طويلاً.
ناصر الصالح:
حضر مع الفنان محمد عبده وصافح خالد وتمنى له التوفيق.
عائلتي تشجعني كثيراً ويفخرون بي، وكانوا دائماً يقولون لي وأنا لا أزال في الصف الأول الابتدائي بأني سأكون مطرباً وبأن أحمد صديقي وابن عمي سيكون لاعب كرة قدم.
الأقرب لي في حياتي صديقي وابن عمه أحمد فنحن لا نفترق أبداً، يقول خالد: أنا سأعلمه على الغناء بشرط أن يعلمني مهارات كرة القدم.
والدتي لا تمانع أن أغني.. ولكن بشرط أن ألتزم بصلاتي ودراستي.
أتمنى أن ألتقي بالفنان راشد الماجد دائماً وأبداً.. فأنا أعشق هذا الفنان.. وأحفظ كثيراً من أغانيه.