لكل شعب من شعوب الأرض سماته وخصائصه التي تميزه عن بقية الشعوب الأخرى، ولكل شعب فضل، ومزية قد تكون مختلفة عن الشعب الآخر، ولا يمكن أن يدعي شعب دون آخر أنه جامع لكل الفضائل والصفات التي تجعل منه شعباً مختاراً، كما تقول اليهود، يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات: 13).
ولا يمكننا كشعب سعودي أن ندعي الكمال أو الفضل على أي شعب من شعوب الدنيا، خاصة الشعوب التي تشاركنا في العقيدة بل إننا نزعم أننا نسعى حثيثاً للحاق بركب الشعوب المتحضرة، خاصة في مجال العلوم الطبيعية، وما يتصل بالحياة الدنيا من بناء وتقنية، وطب وهندسة، وغيرها من الأمور التي أمرنا ديننا الحنيف بها، فديننا أمرنا بالأخذ بأسباب التقدم والتحضر المنضبط بضوابط الشريعة السمحاء التي لا يمكن أن تكون بأي شكل من الأشكال ضد نهضة الأمة ورفاهيتها وقوتها.
قد يأتي من يدعي أن ديننا لا يرضى للإنسان أن يكون مسخراً لما هو دون المقصد الأنبل من خلق الإنسان وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، وهذا القول لا يمكن أن يكون صادرا عن إنسان يمتلك أدنى فهم للحياة الإسلامية الحقة، وإلا ماذا يعني قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حى يغرسها فليغرسها) تأكيدا منه عليه الصلاة والسلام على أهمية بناء الأرض وعمارتها، وهو الذي قال: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير، بأبي هو وأمي.
نأتي إلى موضوع هذه المقالة أو الباعث الحقيقي لكتابتها، وهو زعم البعض منا أن الإنسان السعودي ليس مختلفاً عن شعوب العالم الأخرى، ونحن لا نمتلك ما يميزنا عن الآخرين.
والإجابة عن هذه المغالطات تتركز في النقاط التالية:
1- إذا قلنا إننا مختلفون فهذا نابع من اعتزازنا بما نملكه من أمور ليست لدى الشعوب الأخرى وعلى رأسها خدمتنا للبيت الحرام ومسجد خير الأنام.
2- إننا من الأرض التي انبثق منها نور الإسلام، الذي هو الدين الحق إلى يوم القيامة.
3- نعتز دوماً بأن أرضنا مهوى أفئدة كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
4- كوننا كل عام نستقبل حجاج بيت الله الحرام ونسعد بأن نكون لهم خادمين ومعينين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
هذه بكل تجرد واختصار النقاط التي تجعلنا إذا قلنا إننا مختلفون نركن إليها، وما أعظمها من مميزات تمنحنا هذا الاختلاف وهذا التميز.
ومع كل ذلك فإننا لا نسعى إلى ما يقوله اليهود بأننا شعب مختار، لا وربي ولكننا نؤكد على أننا مختلفون وعلينا أن نتحمل تبعات ذلك، بأن نكون نمثل بلادنا التمثيل الذي يليق به كقبلة للمسلمين وحاضنة لبيت الله الحرام ومسجد خير الأنام ومن أرضها انبثق هذا النور العظيم.. نور الإسلام، وفيها ولد سيد البشر وفي ترابها دفن عليه الصلاة والسلام.
إن تبعات هذا الاختلاف كبيرة وعظيمة وأمانة جسيمة حري بكل سعودي أن يعي ماذا يعني أن تكون سعودياً.. وما هي نظرة الشعوب الإسلامية خاصة، لك كونك حفيد أبي بكر وعمر وابن الوليد، وكفى بذلك فخراً وافتخاراً، يصحبه شكر عظيم لله الذي جعلنا من هذه الأرض المباركة.
فعلينا جميعاً وخاصة شبابنا مسؤولية كبيرة وعظيمة تجاه هذه المسؤولية الجسيمة، وهذه الرؤية المختلفة من شعوب الأرض قاطبة لنا كشعب خصه الله بخدمة بيته الحرام وضيوفه الكرام، وهذا يعني أن نكون منضبطين في كل ما نقول وندع، ولا نجعل لشامت علينا سبيلاً.
Almajd858@hotmail.com