آسف كثيراً عندما أرى خريجي التعليم الفني والمهني من شبابنا، الذين تلقوا أفضل أنواع التدريب في المعاهد المهنية والمراكز الفنية، وعندما حصلوا على هذه المهارات ودَّعوها خلفهم، واتجهوا إلى وظائف لا تمت لتدريبهم بصلة، بل إنَّ بعضهم عمل بالصادر والوارد برواتب ضئيلة.. ولو أنهم توجهوا إلى سوق العمل ومارسوا المهنة التي تدربوا عليها لحصلوا على دخول مرتفعة تفوق بكثير دخول أعلى الشهادات!.
في الوقت ذاته (يبط كبدك) عندما ترى في بلادنا، قراها ومدنها، جيوش العمالة الوافدة تمارس كل المهن، وتقوم بكل الأعمال المهنية من صيانة وتركيب وترميم، ومن نجارة وسباكة وكهرباء إلخ.. ونحن مضطرون إليهم، وهم يأخذون أعلى الأسعار؛ حيث أصابهم الجشع، ولا من رقيب ولا حسيب، وأغلب هذه العمالة تعلموا الحلاقة في رؤوسنا، أو على حد تعبير الصديق د. فايز الشهري «تعلموا فينا من ختان مواليدنا إلى حفر قبور موتانا».
والسؤال: إلى متى هذا الوضع؟
إلى متى لا يعمل شبابنا في المهن التي تدربوا عليها فيفقدون عندها الدخول العالية، ويتسببون بهدر الملايين التي أنفقتها الدولة على تدريبهم عبر أرقى الكليات والمراكز والمعاهد الفنية والمهنية التي أقامتها ونشرتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في أرجاء بلادنا كافة؟.. والسؤال الأهم: إلى متى ستظل العمالة الوافدة العادية تغزو أسواقنا وبيوتنا.. لتكون أكبر (معهد للتدريب في العالم)؟!.
الأمر - في نظري - يحتاج إلى دراسة عاجلة لمعالجة هذه المشكلة، وكشف الأسباب، وتذليل أية عراقيل مادية أو معنوية تحول دون شبابنا وممارسة العمل المهني والفني الذي توجهوا إليه وتخصصوا فيه، وتركوا السوق الذي يدر الذهب للعمالة الوافدة.
حب من نوع آخر!
هل تستطيع أن تحب إنساناً وأنت لم تره؟
نعم..!
هذا ممكن، ليس لأن علماء النفس أكدوا ذلك..
ولكن لأن هذه حقيقة سواء أكدها علماء النفس أم نفوها.
والحب ليس بالضرورة أن يكون حب الوله والغرام، أي حب الرجل للمرأة أو المرأة للرجل، لكنه حب الارتياح والصداقة والمودة والإخلاص، والعطاء من أجل الآخر. والدليل على حقيقة هذا الحب ووجوده أنك تحب إنساناً وأنت لم تره، وتكون صلة الحب جسر الرسائل أو صوت الهاتف..!
شخصياً أحبُّ أناسا وأشعر بحميمية العلاقة معهم لما لمسته فيهم من كريم خلق، وحسن منطق، وجميل تعاون.. وأحس بصداقتهم ومحبتهم سنوات طويلة وأنا لم أرهم، وربما لا ألتقي بهم إلا إذا جمع الله الشتيتين.
حقاً:
إن الأرواح تلتقي
وإن لم تتلاقَ الأجساد
الخليفة أبو بكر
أي إيمان وتصديق مثل هذا؟!
كلما قرأت في سيرة هذا الخليفة الزاهد، والصحابي الجليل أبي بكر - رضي الله عنه - رأيت عظمة إيمانه، وثقته برسول ربه!.
لقد توقفت كثيراً أتأمل أحد مواقفه العظيمة عندما جاءه بعض المشركين وقالوا له: إن صاحبك يدعي أنه ذهب إلى بيت المقدس في ليلة واحدة وعاد منها في ليلته. فلم يزد على أن قال من منطلق إيمانه وتصديقه لرسوله: «إن كان قال ذلك فقد صدق».
أي إيمان هذا؟..
وأي تصديق هذا؟..
وأية ثقة هذه؟..
لقد صدق نبيك ونبينا: «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا».
ومَنْ أولى بك خليلا؟..
آخر الجداول
للشاعر إبراهيم حلوش
(فراشات نبضي تستظل بغيمه
فتغزل صُبْحا مَوْسقته الجداولُ
توشوشني أنغامه كلَّ خفقة
فتسري بيَ الألحان والشعر هاطل)
فاكس 4565576
hamad.alkadi@hotmail.com