منذ أن تأسس نادي الهلال على يد رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى العصامي (عبدالرحمن بن سعيد) -أطال الله عمره- والنادي الخمسيني يرتكز ويتكئ على أسس وقيم وثوابت ومنهجية نوعية في الفكر الراقي والتخطيط السليم والعمل الجاد واحترام المنافسة وتكريس مفهوم أن أقوى لغة في العالم هي لغة الصمت.. نعم طبق الهلاليين سياسة احترام المنافسة وعدم الإساءة للآخرين وانتهجوا لغة حضارية راقية في التعامل مع مكونات وأدوات المنافسة وإرهاصاتها.. أكسبت (النادي الخمسيني) شخصية كاريزمية ناضجة فكراً وثقافة واستنارة.. منحته خاصية التفوق ليس فقط على الصعيد الرياضي، إنما أيضاً تفوقه في المضامير الاجتماعية والثقافية وهي الرسالة التي يفترض على جميع الأندية تكريسها على أرض الواقع والاهتمام بها, والأكيد أن تميز المؤسسة الرياضية الزرقاء الشمولي في مناشطها المختلفة انعكست حصيلتها التفاعلية على البناء الهلالي الشامخ.. المشّيد على دعائم متينة وقواعد صلبة عنونها التكاتف والولاء وصفاء النوايا واحترام المنافسة والعمل الجاد والفكر الراقي والتخطيط المدروس الذي نقل -زعيم الاندية - إلى قمة المجد الذهبي بـ(50 بطولة) مستحقة.
- (54 عاماً) مسيرة ذهبية تحكي قصة النادي الخمسيني.. المثيرة للجدل.. تبدلت فيها الإدارات وتعاقب عليها النجوم وتعددت الأجيال.. في الخارطة الهلالية ومازال الفريق الأزرق يهرول في مضمار التفوق يحصد البطولات الذهبية ويكسب الألقاب الأحادية وينتزع الإنجازات تلو الأخرى، حتى وصل الزعيم إلى البطولة رقم (50) وآخر لبنة بنى فيها صرح تفوقه كأس ولي العهد الأمين الذي أحرزه مؤخراً إمام الأهلي بفوز مستحق 2-1 ليعيد التاريخ نفسه بعدما جمع لقبي الموسم (الدوري العام وكأس ولي العهد) للمرة الأولى قبل أكثر من 45 عاماً وتحديداً عام 1384وعمره التأسيسي آنذاك لم يتجاوز (7 أعوام)..!!
- لغة التاريخ ومؤشرات الجغرافيا وأرقام الإحصاء الرياضي تؤكد أن الفريق الأزرق ولد عاشقاً للتحدي لا يعرف الكسل والتثاؤب أو الارتماء في أحضان اليأس والقنوط.. يتحول وحسب قانون حفظ الطاقة من شكل إلى آخر يزداد قوة وعنفوان.. فمن يتوقع أن فريق لم يمضِ على ولادته ونشأته سواء أربعة أعوام فقط وينتزع كأس الملك ومن إمام اقوي الفرق وأكثرهم خبرة وعدة وعتاده.. بل من يتصور أن فريق بعد (7) أعوام من قيامة ونشأته.. يجمع (لقبي الموسم) منتصراً على عمره التأسيسي القصير ومتجاوزاً البقية بالإرادة والزعامة والهمة العالية التي توارثها الهلاليين جيل بعد جيل هذا هو الشلال (الأزرق) الذي تدفق في مجرى الذهب مكتسحاً الجميع ومتفوقاً على أقرانه برصيد إنجازي إعجازي من الألقاب الذهبية والأرقام الصعبة التي وصلت إلى درجة التفوق بـ(50) مع مرتبة الشرف الأولى.
المحرر
k-aldous@hotmail.com