يبدو أن إعجاب رئيس النصر بالمدرب الهلالي السابق أولاريو كوزمين، وأنا أقصد عمله والنتائج المتميزة التي حققها مع الهلال، جعل سموه يقبل بتوصيته بترشيح شبيهه (وصديقه) المدرب الإيطالي والتر زينجا الذي يشبهه بقوة الشخصية والصرامة، وجاء عنه في أحد التقارير الصحفية: (إن أهم ما يميز زينجا تجاهل غير المنضبطين وكرهه للانهزاميين)، وكذلك خططه التي تهتم بالمناطق الخلفية بشكل مبالغ فيه، وهذا ما يحتاج إليه النصر خلال الفترة القادمة التي يمكن فيها للنصر العودة إلى البطولات في ظل العنصر المحلي المتميز المتواجد في الفريق حالياً، لكن بعد أن يتم دعمه بأربعة عناصر أجنبية متميزة؛ لذا أرى أن المدرب زينجا الذي لا تزال الإدارة النصراوية تتحفظ على إعلان التعاقد معه لأسباب مبررة، قادراً على قيادة الفريق نحو المنصات بشرط أن يكون قد حضر بالفعل لتحقيق نجاح يحسب له في سيرته الضعيفة؛ وبالتالي فالنصر يملك المقومات التي ستساعده هو أيضاً في رفع أسهمه التي تقبع في القاع، سواء في أوروبا أو الخليج، لكن أكثر ما يخشاه النصراويون هو أن حضور المدرب تكرار لسيناريو بعض المدربين الذين يحضرون للكسب المادي الكبير وفي وقت قصير يدعمهم في ذلك العقود التي توقع معهم وتتضمن الشرط الجزائي الذي دائماً ما يكون كبيراً؛ وبالتالي يبحث المدرب عن إلغاء عقده مبكراً في ظل أنه سيحصل على 75% من قيمة عقده الذي قد يمتد إلى سنتين والنصر بالذات مر بتلك التجربة مع المدرب البرتغالي جورج أرثر قبل أربعة مواسم، كما أن تفويض المدرب بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب إجراء محفوف بالمخاطر، ولنا في الأهلي أكبر عبرة هذا الموسم بعد تعاقده مع المدرب الأرجنتيني ألفارو الذي فُوض بالتعاقد مع لاعبين من جنسيته لحقا به مباشرة بعد الاستغناء عنه، لكن - للأسف - بعد أن طار بمقدم عقده الكبير وبعمولة اللاعبين الأجانب الذين أحضرهم..!
من ضيع التأهل..!
على طريقة خسارة منتخبنا لكرة القدم التأهل لكأس العالم خسر أيضاً وبنفس السيناريو منتخبنا لكرة اليد التأهل لنهائيات كأس العالم وبسيناريو مشابه تماماً دون أن نتعلم من الأخطاء البدائية التي لا تزال تخسر بسببها الرياضة السعودية الكثير من الإنجازات المؤهلة لها، وعلى الرغم من أن التأهل كان قاب قوسين أو أدنى أمام البحرين إلا أنه ضاع في لمح البصر لأسباب كثيرة، لكن اللاعبين ومعهم الجهاز الفني يتحملون المسؤولية الأكبر، ورغم مرور أكثر من أسبوع حتى الآن لم يصدر أي بيان عن الاتحاد السعودي لكرة اليد يعتذر فيه للجماهير السعودية على الخسارة ويوضح الأسباب التي أسهمت في حدوثها في وقت كانت فيه الرياضة السعودية أحوج ما تكون إلى منجز بمستوى تأهل نهائيات كأس العالم، لكن الرياح لا تزال تسير بعكس ما يريده المسؤولون ومعهم الجماهير الرياضية..!
نوافذ:
- مباراة منتخبنا لكرة اليد أمام منتخب اليابان حاسمة وتحدد مصير التأهل وغير متعارضة مع حدث مهم ويتابعها جُل الرياضيين إلا أن قناتنا الرياضية تجاهلت نقلها فضائياً وعرضت برنامجاً مكرراً يستطلع توقعات الجماهير عن المباراة النهائية على كأس ولي العهد.. كل التمنيات من قناتنا العزيزة الاهتمام بمثل هذه الأحداث، وبالتأكيد أن ما حدث هو خطأ غير مقصود في ظل ما تشهده القناة من تطور في الفترة الأخيرة..!
- أمام رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بعد تزكيته لأربع سنوات قادمة عمل شاق قطع منه هذا الموسم جزءاً يسير نحو عودة العالمي إلى المنافسة، وسموه سيكون الرئيس الأخير الذي يرأس النصر قبل تحوله إلى كيان تجاري مستقل يحدد مالكي أسهمه مستقبلاً رئيس مجلس إدارته القادم، ومن يدري؛ فقد يكون سموه أحد كبار ملاك النادي بعد طرح أسهمه للبيع..!
- السر في نجاح الهلال هذا الموسم يكمن في الانضباطية التي يعيشها الفريق من الناحيتين الإدارية والفنية، واكتملت بتجاوب اللاعبين مع هذه المنظومة ثلاثية الأضلاع التي قلما تتوافر في فريق آخر غير الهلال..!
- كل الأنباء غير الرسمية تؤكد الاستغناء عن مدرب منتخبنا بيسيرو، لكن السؤال: لماذا لا يزال مستمراً مع مساعديه في ظل ما يتحمله اتحاد القدم من مصاريف السكن والتنقلات؟ بالإضافة إلى أن المدرب البديل سيفقد فرصة متابعة ما تبقى من مباريات في هذا الموسم، ونواصل مسلسل تكرار الأخطاء مع المدرب الجديد أيضاً، ونسلمه التشكيلة أثناء توقيع العقد معه بحجة عدم متابعته للموسم الرياضي..!
- عندما نتحدث عن الانضباطية قارنوا بين رادوي الهلال الذي يرفض السفر لتمثيل بلاده في مباراة ودية دولية بينما لاعب النصر غالي يغادر إلى مصر مرتين الأولى للمشاركة في احتفالات فوز بلاده ببطولة إفريقيا والثانية من دون علم الإدارة بينما زميله في المنتخب زيدان يغادر إلى ألمانيا بعد أربع وعشرين ساعة من نهاية البطولة الإفريقية كما تقتضي تعليمات الاتحاد الدولي..!
- لا أجد مبرراً لمدرب النصر ديسلفا في إعادة شباب الفريق الذين تم الاستعانة بهم بعد التعثر في بداية الموسم لدرجة الشباب إلا أن هناك تدخلاً إدارياً وراء ما حدث، وذلك من أجل بقاء حبيب القلب الواكد ومعه الثنائي المفلس عبدالله الموسى وصالح صديق..!
- يؤكد سمو رئيس النصر بعد تزكيته أنه لم يعد مقبولاً التفريط في حقوق النصر ومنها مستحقات النادي على ماسا وشبكة الأرتي الأيام القادمة ستكون المحك الحقيقي لمحامي النصر في كيفية تحصيل تلك الحقوق المهدرة..!
- لماذا لا تطبق الأندية الكشف على لاعبي الفئات السنية من ناشئين وشباب بشأن آفة التدخين والمعسل المنتشرة بينهم، وأخص بالذكر مشرف القطاعات السنية بالنصر العقيد خالد الرشيدان؛ ليتم معالجة الأمر قبل استفحاله، حتى لو أدى الأمر إلى إبعاد مَن لا يتجاوب؛ لأنه عنصر فاسد سينهي مشواره مبكراً مع الكرة، وسيؤثر في البقية بشكل سلبي..!
خاتمة:
قال بعض السلف: خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوةً بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة؛ فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم.
للتواصل alzamil@cti.edu.sa