«الجزيرة» - جمال الحربي:
وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس الثلاثاء اتفاقية تفاهم مع وزارة الطاقة الأمريكية يتعاون على إثرها الجانبان في مجال أبحاث الطاقة المتجددة وتطوير تكنولوجيا الطاقة البديلة وذلك في إطار اهتمام كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بالإسهام في الجهود الدولية لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التغيرات المناخية.
ووقع الاتفاقية كل من معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ووزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو في مقر المدينة بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين.
وتنص مذكرة التفاهم على قيام الجهتين بالتطوير والاستثمار في مجالات الطاقة البديلة وتحسين كفاءة أنظمتها، والتعاون في مشاريع تجريبية مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعلومات والزيارات بين المتخصصين في الجانبين، وعقد الدورات التدريبية وورش العمل بين الجهات البحثية في كل من المملكة والولايات المتحدة.
وتفتح مذكرة التفاهم المجال واسعاً للتعاون بين الجهات البحثية الأخرى في البلدين كالجامعات ومراكز البحوث في العديد من المجالات العلمية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الزيارات الطلابية بين الجامعات.
وسيعمل المختصون في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة الطاقة الأمريكية على تطوير برنامج عمل لتفعيل هذه الاتفاقية وتحقيق أهدافها على المستوى المأمول وذلك عبر عقد اجتماعات متكررة بين الجانبين.
واستمع وزير الطاقة الأمريكي لعرض عن المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين قدمه سمو نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود أكد من خلاله أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية تعطي الأهمية الأولى لبحوث وتقنيات المياه, مشيراً إلى أن المدينة قامت بالتعاون مع شركة آي بي إم (الشريك التقني) للعمل على تطوير تقنيات النانو المتقدمة في مجال تحلية المياه والطاقة الشمسية حيث نتج عن ذلك التعاون تقنيات تعمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية وتحلية المياه بشكل كبير.
وأوضح سموه أن المبادرة تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أنه تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين المدينة وشركة آي بي ام العالمية، في خطوة تهدف إلى التطبيق العملي لتقنيات النانو المتطورة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه.
وعن تفاصيل المبادرة أفاد سموه أنه سوف يتم بمشيئة الله تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية على ثلاث مراحل، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ ثلاثين ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة.