القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
فشلت المعارضة المصرية في توحيد صفوفها واتخاذ موقف موحَّد لدعم الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للطاقة الذرية، في الانتخابات الرئاسية المقبلة حال ترشحه في مواجهة مرشح الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك. وقد تسببت عودة البرادعي يوم الجمعة الماضي في زيادة نقاط الخلاف بين أطياف المعارضة المصرية؛ ففي حين يرى البعض ضرورة دعمه والاتفاق عليه مرشحا قويا يمتلك الشهرة داخليا وخارجيا لضمان التغيير يرى آخرون أن إمكانيات البرادعي لا تؤهله لرئاسة مصر، فضلا عن أنه قضى معظم حياته بعيدا عن وطنه، ولم يقدم شيئا لبلاده طيلة عمره، وما حققه في الخارج كان مجدا شخصيا.
وشهد (ائتلاف أحزاب الديمقراطية)، الذي يضم أحزاب المعارضة الرئيسية (الوفد - التجمع- الناصري)، يضاف إليها حزب (الجبهة)، خلافا حادا؛ حيث رفضت الأحزاب الثلاثة الأولى ما طرحه رئيس (الجبهة) من تأييد البرادعي مرشحا للرئاسة؛ كونه أصبح الوسيلة الممكنة للتغير السياسي الحقيقي، فيما أكد الرافضون أن البرادعي كانت وظيفته سببا في عدم متابعته الأوضاع السياسية الداخلية لمصر.
أما الحزب الدستوري الحر، الذي قام رئيسه ممدوح قناوي باستقبال البرادعي في المطار ودعوته إلى الانضمام إلى حزبه والترشح تحت لوائه، فقد شهد صراعا حادا، خاصة أن الحزب سبق أن سمى مرشحا للرئاسة هو المحامي القبطي ممدوح رمزي. وقد أكد الأخير أنه بصدد الدعوة لاجتماع طارئ للهيئة العليا بالحزب لمناقشة استقبال قناوي للدكتور البرادعي في المطار دون الرجوع إلى الهيئة العليا للحزب. واصفا استقباله بالتصرف الفردي. وأشار رمزي إلى أن ذلك وضع المرشحين عن الحزب في الانتخابات الرئاسية في حرج، قائلا: «كيف يكون لدى الحزب مرشحون، وتدعو آخر للترشح عن الحزب؟». متسائلا: «لماذا نتمسك به بعدما أعلن سابقا أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية تحت مظلة أي حزب؟».
أما جماعة الإخوان المسلمين (كبرى حركات المعارضة غير الحزبية في البلاد) فلا تزال تناور، ولم تعلن قرارها النهائي بشأن دعم البرادعي.
فيما اعتبر أيمن نور، زعيم حزب الغد، أن الدكتور البرادعي «مجرد حالة احتجاجية جعلت الناس تعبر عن رغبتها في التغيير؛ لذلك فهو مرشح افتراضي، أما أنا فمرشح حقيقي». لكن نور أكد أنه في حالة ترشيح البرادعي بأي شكل وإجماع القوى الوطنية عليه أو على أي شخص غيره كمرشح وحيد للمعارضة فإن حزبه سيلتزم برأي القوى الوطنية.
