هو عضو في خلية «الموحدين»، إحدى خلايا تنظيم القاعدة في مكة المكرمة. وهو عاشر شخص على قائمة الـ»85» مطلوباً قبل أكثر من عام . اعتقل في مدينة ينبع، في منطقة
المدينة المنورة. زعم تنظيم القاعدة أنه قتل في أفغانستان، إثر مشاركته في معركة «خوست» في منطقة «قارديز» الأفغانية، من أجل إخفاء مصيره، إلا أن قدرة أجهزة الأمن السعودي أثبتت أنه لا يزال على قيد الحياة، فتم إدراج اسمه ضمن قائمة المطلوبين المعلنة. وأوردت بعض وكالات الأنباء الغربية اسمه خطأ، بأنه منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة، التي استهدفت سمو الأمير محمد بن نايف.
يعتبر أحمد فطيم الهذلي، أحد الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة، ومن الجيل الأول للتنظيم، ولا يقل خطورة عن قيادات القاعدة السابقين. إلا أن التجربة المميزة للأمن السعودي في محاربة الإرهاب هذه المرة سجّلت إنجازاً أمنياً، وحساً عالياً، وتعاملاً رفيعاً في ضربة أمنية استباقية لإسقاط الهذلي.
وللحق الذي يجب أن يقال في مثل هذا المقال، إن الإرهاب داء خبيث، ونذير شؤم، إذا ما أطل بوجهه القبيح على المجتمع، واستشرى في أوصاله. وهو ظاهرة معقدة ومركبة، وأسبابها متداخلة وكثيرة، سواء كانت تلك الأسباب، سياسية، أو فكرية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو تربوية، أو نفسية. كما أن استيعاب الطرق المؤدية إلى الإرهاب أمر صعب. إلا أنه يكفي أن أشير إلى أهم سبب في نشوء ظاهرة الإرهاب، وتسلّلها إلى الأدمغة وتفخيخها، وهو الإرهاب الفكري.
فالإرهاب الفكري، يعد من أعظم الأزمات الضاربة جذورها في عمق الثقافة الإسلامية. فهو فكر فاسد في المعتقد، أو السلوك، يجمد العقول، ويكمم الأفواه، ويقتل الحريات. مستخدماً في ذلك وسائل وأساليب معنوية للإخلال بالأمن العام. يروّج أصحابه مضموناً فكرياً لكسب الناس، والتأثير عليهم، وما بين هذا وذاك ينتج الغلو والتشدد والإرهاب.
ويبرز الإرهاب الفكري في عدة صور، أهمها جانب الغلو، وتبني الفكر الضال، ونشره، والدفاع عنه. بسبب خلل في منهج التلقي، والأخذ بظواهر النصوص دون فقه، والجهل بمقاصد الشريعة، فيبتعد كثيراً عن المنطق، والحوار الفكري.
نستطيع اليوم أن نؤكد، على: أن جهود المملكة في محاربة الإرهاب، تعددت على المستويين الدولي والعربي ، من خلال الحوار المبني على الأمن الفكري، والارتقاء بالوعي الفكري. واعتماده على إستراتيجية شاملة، تعتمد برنامج المناصحة، بنفس درجة الاهتمام بالتعامل الأمني. إضافة إلى قطع مصادر تمويل ودعم الجماعات الإرهابية، وتفعيل الآليات الدولية في هذا المجال.
drsasq@gmail.com