مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الرافد الأهم والركيزة الأساس للبحث العلمي السعودي المتخصص في العلوم التطبيقية، والذي يعد القاعدة المتينة والركن الشديد للتنمية المستدامة والشاملة التي ينشدها الوطن ويتطلع إليها المواطن في جميع مناطق المملكة، ولذا حظيت هذه المدينة -وكما يعلم الجميع- بالدعم الكبير المادي والمعنوي من لدن قيادتنا الحكيمة التي تدرك أهمية الدور المناط بهذا الصرح العلمي الهام. وانطلاقاً من قيم المدينة السبع والتي من بينها (الشفافية)، ولأن للمدينة رسالة علمية شاملة ومتكاملة ولديها وحدات بحثية متخصصة، وتمتلك مختبرات عالمية عالية الجودة والتميز، وعندها باحثون مفرغون ومتميزون، وتحيل إلى محكمين حاذقين ومعروفين عالمياً ومحلياً، وتعلن كل عام عن منح بحثية متخصصة وفي جل الفنون والمعارف، وتربطها ومنذ سنوات عديدة ببعض الباحثين السعوديين المتميزين في جامعاتنا العريقة وشائج تواصل قوية وتعاون بحثي مشهود وبينهما أعمال علمية مشتركة. ولأن واقع البحث العلمي التطبيقي في الجامعات الناشئة التي ولدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحتاج إلى دعم كبير من أجل تأسيس البنية التحية المتكاملة والإسراع في حركة عجلة البحث العلمي المتخصص، وامتداداً لما جاء في مقالي الثلاثاء الماضي (الجامعات الناشئة بين السياسي والتنفيذي) من أهمية مد جسور التواصل بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص مع الجامعات الناشئة التي جاء ميلادها في نظر الإدارة السياسية لتكون قائدة التغيير الاجتماعي ومنطلق التنمية الشاملة والمستدامة في المناطق التي تحتضنها، وطمعاً لأن يكون لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بصمة متميزة منذ التأسيس وفي كل منطقة من مناطق المملكة، وحتى تبدأ جامعاتنا الجديدة من حيث انتهى من سبق، واستمراراً للجهود المبذولة والزيارات المتبادلة والمخاطبات الجارية بين المدينة وهذه الجامعات الجديدة، لذا فإنني ومثلي كثير نتطلع إلى أن تكون المدينة شريكاً حقيقياً مع وزارة التعليم العالي في النهوض والمضي قدماً بحركة البحث العلمي التطبيقي بل وحتى النظري في جامعاتنا حديثة الميلاد التي هي الأخرى تشرف بالرعاية والاهتمام من لدن القيادة الحكيمة والواعية للتحديات والمنعطفات في هذا الوقت بالذات، يغيرني في طرح هذا التطلع والبوح بهذا الطموح ووجود هذا الأمل الكبير ارتباط المدينة إدارياً برئيس مجلس الوزراء مباشرة، وكذا كون الهيئة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السلطة المهيمنة على شئون المدينة ولها أن تتخذ كافة القرارات التي تخدم الهدف الوطني الذي من أجله قامت هذه المنارة البحثية المتميزة والفريدة، إضافة إلى وجود أمثال معالي أ. د: محمد بن إبراهيم السويل رئيساً للمدينة، سمو الأمير الدكتور: تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب الرئيس لمعاهد البحوث، والدكتور عبد الله بن أحمد الرشيد نائب الرئيس لدعم البحث العلمي والذين عرف عنهم التشجيع والدعم والمباركة لكل ما من شأنه رفعة الوطن وخدمة العلم والابتكار، وللحاجة الوطنية الماسة لمثل هذا الدعم سواء بالموارد المادية أو البشرية حتى يتسنى تأسيس مراكز بحثية عالية الجودة تكون نقطة الانطلاق الحقيقي لحركة علمية واعدة وواعية في جميع مناطق المملكة.