Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/02/2010 G Issue 13663
الاربعاء 10 ربيع الأول 1431   العدد  13663
 
لما هو آت
ما يضخ في عروق التاريخ..!؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

أتخيل جسد التاريخ مسجى بين الأيدي في مختبر العصرنة، وقد تطوق بمشارط تزج في كل عرق منه بمخرجاتها، كيف سيكون التاريخ بعد أن يغذ في البعد، ويوغل بدماء مختلطة أفكاراً، وقيماً، واتجاهات، ومواقف، وأسماء، مرفوع فيها الوضيع, ومغفل فيها الرفيع، متسيِّد فيها الباطل، مغمور فيها الحق، ظاهر فيها الغث، باطن فيها السمين، هش فيها المتين، ضعيف فيها القوي. هل سيكون دم العروق في التاريخ القادم قابلاً للفحص، حتى يتسنى للمقبلين على دراسته استخلاص كل مجهول، ومغفل، ومتوار، ومغمور، وباطن، وضعيف فيه لوضعه في مكانه، وتصفيته من عكره..., فتتجلى للتاريخ حقائقه.. وتصفو مشاربه.., وتضيء سحنته...؟ أم سيستمر الخلط، وتيارات الأمواج, تتلاعب بحقائقه، ومفرزات الحركة الإنسانية والبشرية فيه, وفق أهواء الأقوى، والأقدر على التلاعب بمفاتيح الفرص، والمقاعد، ومنابر الضوء.. وفق المصالح التي لا تزال في حياة البشر هي السيدة المبرِّرة لكل وسيلة..؟

لا أشك في أن بين العيون المطمسة بألوان الأضواء.., هناك عيون تضع حاسة الإبصار فيها، على جسد التاريخ، تئن معه بمواجعه، وتشعر بما يعتلجه من طمي.., تضخه فيه مشارط الأيام في واقع دنيا.., كثر غثها، وتسيد الغربان فيها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد