Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/02/2010 G Issue 13663
الاربعاء 10 ربيع الأول 1431   العدد  13663
 
مستعجل
خدمة التأمين لصالحنا
عبد الرحمن السماري

 

التأمين.. ربما يكون شيئاً جديداً علينا.. لم يطبق في بعض أمورنا.. كالمرور.. إلا منذ سنوات قريبة.. لكن اكتشفنا أنه حلَّ الكثير من المشاكل.. وأنهى الكثير من المعاناة.. واتضح أنه ليس مجرد أسلوب حضاري.. بل يحمل الحل للكثير من المشاكل التي كنا نعانيها في السابق.

صحيح أن له بعض السلبيات ولكن.. منافعه أكثر..

في السابق.. كان المرور.. وكانت الجهات المسؤولة تتعب كثيراً.. وتعاني مشاكل كثيرة.. وتضطر إلى احتجاز الكثير من الأشخاص بسبب التزامات مالية.. وأكثرهم.. يعجز عن السداد ثم يسجن ويحال إلى المحكمة.. والمحاكم.. تجد أمامها عشرات.. بل مئات القضايا بالمعسرين غير قادرين على السداد.. ليحالوا إلى السجن العام.. فيصبح هناك حجم معاملات وقضايا تُشغل المرور والشرطة والمحاكم والسجون.. وهناك مئات المسجونين العاجزين عن السداد.

اليوم.. حُلت كل تلك المشاكل.. وصارت شركات التأمين خير عون للجهات المسؤولة عن حل هذه المشاكل.. فإذا حصل حادث مروري يُنهى في حينه.. وتبقى المشكلة.. مشكلة شركات التأمين وهي أمور منظمة أيضاً.. ولم يعد هناك مشاكل كبرى.

في السابق.. تذهب إلى قسم الحوادث في المرور.. وتجد كتلاً بشرية وزحاماً وخلافات وخصومات ومشادات..

واليوم.. انتهت هذه المشاكل وحُلت بطريقة حضارية تضمن حقوق الجميع.. وتُنهي مشاكل المواطن والمقيم.. وتحول دونه ودون التعرض لمشاكل الالتزامات المالية الكبرى.. التي قد تترتب وتكون في أكثر الأحيان.. فوق طاقته.. فبعض الحوادث المرورية يترتب عليها التزامات ربما فوق المئة ألف ريال أو أكثر بكثير.. فماذا يعمل حيالها من دخله الشهري الـ(2000) ريال.. أو حتى الـ(10.000) ريال؟!

ثم انتقلت عدوى التأمين.. وهي عدوى حسنة طيبة إلى الشأن الصحي.. وهو شأن مهم للغاية؛ إذ إن التأمين الصحي أنهى أيضاً.. الكثير من معاناة المواطن والمقيم مع الخدمات الصحية كما نشط الاستثمار في القطاع الصحي.. وإن كان هذا الاستثمار دون المستوى المطلوب.. إذ ما زلنا نعاني قلة «مفرطة» في المستشفيات الخاصة.. وعندما تزور أي مستشفى أهلي.. تجد كتلاً بشرية تجعلك تعود دون أن تراجع.. ذلك أن الاحتياج أضعاف أضعاف ما هو متاح من خدمة.. وهذا يظهر أن المؤمن عليهم من قِبل شركات التأمين الصحي.. هم أضعاف أضعاف طاقات المستشفيات والمراكز الصحية.. كما أن الوعي الصحي لا يزال مفقوداً أو شبه مفقود لدى الكثير من المؤمنين؛ إذ إن بعضهم يراجع المستشفى لأتفه الأسباب؛ لأنه يعتقد أنه ما دام العلاج مجانياً.. فلا مشكلة من مراجعته.. لأنه لن يدفع شيئاً من جيبه.. ولهذا.. تجده يجمع أسرته ويذهب إلى المستشفى عند أتفه الأمور.. ويحول دون علاج مريض مضطر يعاني مرضاً خطيراً ويحتاج إلى علاج عاجل.

ولكن.. رغم كل ذلك.. فالتأمين الصحي.. حلَّ الكثير من المشاكل.. وأنهى معاناة المواطن والمقيم مع الخدمات الصحية.. ووفر العلاج الطبي لكل من يحتاج إليه بسهولة ويسر.

وكم كنا نتمنى.. أن يتم تعميم التأمين على الكثير من أمورنا.. لننهي كل مشاكلنا الأخرى.. فقد جربنا التأمين وأراحنا الكثير من المشاكل.

إن المطلوب.. هو تقريب الخدمة التأمينية للمواطن.. وتعريفه بأهمية هذه الخدمة.. وأنها لصالحه.. وأنها تحل الكثير من مشاكله.. لأن هناك مع الأسف.. من لا يزال يعتقد أن التأمين على المركبة.. مجرد رسوم زائدة ومرهقة ولا داعي لها.. ولو حصل له.. أو حتى حصل له يتهرب.. فإنه لا يتردد وهو لا يدري أنه هو المتضرر الوحيد فقط من هذا التهرب الغبي.

هذه هواجس حول الشأن التأميني.. وهي أمور مهمة.. وكم كنت أتمنى أن يشعر كل مواطن.. وكل مقيم بأهمية هذا الشأن ويقتنع به ويدرك أنه لصالحه.. أولاً وأخيراً..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد