وأخيراً أعلنت إدارة مطار الملك خالد الدولي في الرياض، اتفاقها مع إحدى الشركات المتخصصة في مجال الاستشارات والأبحاث، لإجراء استطلاع علمي، لاحظوا (علمي) وليس أي كلام، لتحديد حاجات ومتطلبات تجديد.....
.....المطار الذي تم افتتاحه قبل 27 سنة، وذلك عبر استبيان سيتم توزيعه على المسافرين عبر بوابة الرياض الأولى. وأنا لم أستغرب ذلك؛ لأننا نحن الكتاب مللنا من كثرة ما كتبه زملاء الحرف عن هذا المطار في السنوات الأخيرة، بعد أن تفاقمت مشكلاته وبات - للأسف - كبير مطارات المملكة في وضع لا يليق بعاصمتنا الغالية، ولعل الهيئة العامة للطيران المدني بدأت تفكر بشكل جاد في رأي المسافرين عبر هذا المطار، وتحرص على رؤية المسافرين، لعلها تفز منهم على (وصفة) لتحسين جميع الخدمات المقدمة للمسافرين في صالات الركاب الداخلية والدولية وتسريع إجراءات السفر والقدوم وتسلُّم وتسليم العفش وتقديم أفضل الخدمات لمرتادي المطار، أقول لعلها!!
إن الهيئة العامة للطيران المدني من خلال إعداد وتصميم تلك (الاستبانة)، وفقاً للمعايير الدولية ومتطلبات المجلس الدولي للمطارات في جنيف ACI، وعلى ضوء نتائجها ستقوم شركة متخصصة في الأبحاث مع المختصين في إدارة المطار بالعمل على تحليلها لمعرفة أوجه القصور في الخدمات من خلال آراء المسافرين ومرتادي المطار للوصول إلى الهدف الذي سيتحقق منه معالجة أي سلبيات والتي تأمل إدارة المطار أن تظهر نتائجها في القريب العاجل ويلمسها جميع المسافرين، وحرصا من إدارة مطارنا العزيز على نجاح طيبة الذكر السيدة (استبانة) فقد دعت عموم المسافرين على الخطوط السعودية إلى أهمية المشاركة في الاستبيان.
وأنا هنا لا أعترض على هذا الأسلوب الحضاري في التواصل مع مختلف الشرائح التي تختار الخطوط السعودية عند سفرها داخلياً وخارجياً، لكنني أود من إدارة مطار الملك خالد الدولي أن تقوم بمسح سريع لكل ما كتب عن الخطوط السعودية في صحافتنا المحلية لأننا سمعنا وقرأنا هنا وهناك أن مبنى المطار أصبح متهالكاً لانتهاء عمره الافتراضي والنظافة شبه معدومة وألواح الجدران متهالكة ومتآكلة، والممرات والفرش أكل عليها الدهر وشرب، والزحام في الصالات الدولية وفي ساحات انتظار الرحلات يشهد بالتكدس والفوضى، وبقي أن أذكر محاولات ترقيع (السيراميك) في الصالات وما يسببه من تشوهات تسيء لكل قادم إلى الرياض الجميلة، بل هناك مناظر غير مقبولة سجلها الكثيرون من مستخدمي هذا المطار العريق ومنها طوابير المسافرين بأغراضهم وأحمالهم وهي تسد الممرات والأبواب، والعمالة وما أدراك ما العمالة عندما تفترش الأرض بشكل غير حضاري!!، بل ان إدارة المطار من خلال ذلك المسح الشامل للصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ستجد - بلا شك - كماً هائلاً من الشكاوى والهموم والآلام التي كتبها عملاؤها طيلة السنوات الماضية مما سيشكل للخطوط السعودية قاعدة معلومات ستكون - بإذن الله - خارطة طريق لإصلاح وضع هذا المطار، إضافة لما سيصل من صدى لتلك الاستبانة.
وأخيراً..
يحق للمواطن أن يسأل عن الخطط التشغيلية والإستراتيجية (للسعودية) والخطوات التي قطعتها في اتجاه التخصيص وتحديث الأسطول وتطوير الخدمات وبرامجها القريبة والبعيدة في مواجهة التحديات والمعوقات، لتحتفظ بعملائها، وتبشرهم ب(التطوير) و(التغيير) القادم ولو على صهوة (استنبانة).