اختبار القدرات العامة أو اختبار القياس هو امتحان يقيس قدرات طلاب المرحلة الثانوية في كل من الرياضيات واللغة العربية في معظم مناطق المملكة العربية السعودية ويشترط.....
.....للالتحاق إلى الجامعات الحصول على درجة معينة في هذا الاختبار، ويقوم بتنظيمه المركز الوطني للقياس والتقويم في وزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. الهدف من الاختبار هو قياس قدرات الطالب الذهنية والتحصيلية ومدى فهمه للمادتين، والاختبار أشبه باختبار السات (SAT) الذي يقام بالولايات المتحدة لقياس القدرة على استيعاب اللغة الإنجليزية والرياضيات حيث إنه عبارة عن مجموعة من الأسئلة الاختيارية ولكنه يختلف عنه في أقسام الاختبار وفي كونه يقيس اللغة العربية والرياضيات وليس الإنجليزية. يرجع تاريخ الاختبار إلى صدور أمر بالموافقة على إنشاء مركز للقياس والتقويم في التعليم العالي بتاريخ 19-6-1421 ه، وهو أي المركز يعد جهة مستقلة تماماً عن أي مؤسسة تعليمية، وقد كان السبب في إنشاء هذا المركز هو ما كان يحصل في الجامعات من تفاقم عدد الطلاب الراسبين الذين يعدون عالة على الجامعات السعودية، فهذا الاختبار يحدد قدرات كل طالب قبل التحاقه بالجامعة. ينقسم الاختيار إلى قسمين: الكمي أو الرياضي واللغوي، يقدم كل منهما في 6 أجزاء بشكل مختلط. مدة كل جزء من الأجزاء من هذه الأقسام الستة هو عادة 25 دقيقة وهي مدة متفاوتة حسب صعوبة أو كثرة الأسئلة. ويمنع أثناء تأدية أي جزء من هذه الأجزاء النظر إلى الأجزاء الأخرى التي تسبقه أو التي تليه. ولكل قسم من القسمين الكمي واللغوي أنواع معينة من الأسئلة. الاختبار واجب على كل خريجي الثانوية في المملكة العربية السعودية ولا يقبل طالب في أي جامعة سعودية بدونه كما أن وزارة التعليم العالي تشترط تقديم الاختبار لمن يريد الالتحاق بالدراسة بالخارج على حساب الدولة. أما بالنسبة لبعض الجامعات كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فهي تشترط إضافة إلى اختبار القياس اختبار آخر يسمى التحصيلي يقيس الطلاب في مواد أخرى كالكيمياء والفيزياء والأحياء والإنجليزي. ويتم حساب اختبار القياس جنباً إلى جنب مناصفة مع شهادة الثانوية العامة للطالب السعودي التي هي عبارة عن معدله في السنتين الثانية والثالثة الثانوية.
ما تقدم باختصار شديد هو شرح بسيط عن المركز وما يقدمه ولاختبارات القياس وأهدافها وطريقة تقديمها واشتراطات الخضوع لها. لكن يبقى السؤال المثير الذي أصبح يُشكل محور أحاديث المجالس في السعودية وهو هل نجحت تلك الاختبارات في تقديم رسالتها، ثم هل قضت على النتائج التي من أجلها تم ابتكارها، وهل قبل ذلك يتم بناء تلك الاختبارات بطريقة احترافية ومهارية مقبولة بحيث لا يكون هناك ثمة أخطاء في وضع أسئلتها أو تقديمها أو تصحيحها أو حتى في توقيت إعلان نتائجها وطرق ذلك.
كثيرة هي الأسئلة التي يتم تداولها بشكل واسع وبنطاق شاسع وقد لا يحتمل هذا المقال تضمينها فيه لكثرتها وتعددها، لكن يبقى السؤال المطروح دوماً، ما فائدة اختبارات كتلك طالما أن السبب الرئيس لوجودها لم ينتفِ. فكثيرون هم الطلبة الذين يُعتبرون عالة على الجامعات السعودية في مستوياتهم التحصيلية وقد تجاوزوا ذلك الاختبار وتقدموا للجامعات وتم قبولهم في مقابل الكثير ممن أحبطوا لعدم نجاحهم أو تجاوزهم ذلك الاختبار أو حصولهم على درجات متدنية وقد برعوا في جامعات خاصة، برعوا على جميع الأصعدة ; صعيد اللغة الإنجليزية والرياضيات والانضباطية والمهارات الفردية وتلكم محاور أساسية في اختبارات القياس التي مروا عليها ولم يتجاوزوها.
كثيرة هي إجراءاتنا التي نعمل على إحداثها ومن ثم تطبيقها نتيجة وضع سيئ معين يتطلب عملاً وقائياً ما وليس العكس، كثيرة هي تلك الإجراءات التي نعمل على إيجادها بكل الطرق ونجيش لها ليس فقط الموارد البشرية بل والمادية ثم ما إن تخرج ويبدأ تطبيقها حتى نعتبر المشكلة قد انتهت فلا نكترث لقياس مدى فاعليتها وتأديتها للغرض الذي تم من أجله بناؤها.
علينا إن أردنا فعلاً نجاحاً لأهداف ذلك الاختبار أن نجد إجراءً معيناً لتهيئة الطلبة لدخول ذلك الاختبار، علينا الآن أن نعمل مجدداً على إحداث إجراء جديد يكفل إزالة شبح تلك الاختبارات عن نفوس شبابنا في مرحلة الثانوية، ثم علينا أن نعمل لإيجاد إجراء لمداواة المحبط منهم والذي تقدم للاختبار وهو من المتفوقين بين أقرانه ولم يستطع الحصول على درجات جيدة تضمن له قبول في ما يرغب من تخصص جامعي وخسران البلاد لقدرة كان يمكن لها أن تضيف الكثير، علينا أن نعمل على إيجاد إجراء آخر سريع لمعالجة وضع الطلاب ذوي التحصيل العلمي الضعيف والذين تمكنوا من الحصول على درجات ممتازة في الاختبار ودخلوا تخصصات جامعية تحتاج لقدرات لا تتوافر لديهم، علينا إيجاد إجراء سريع لمعالجة أوضاعهم. ثم علينا إيجاد إجراء أسرع ربما لمعالجة ما قد يرد من أخطاء فاضحة في أسئلة تلك الاختبارات بل علينا أيضاً تقديم المشرفين على تطبيق ومراقبة تلك الاختبارات ربما لاختبارات قياس خاصة بهم للتعامل مع ما قد يرد من أخطاء في أسئلة تلك الاختبارات ومعرفة الكيفية التي يُفترض لهم أن يتعاملوا من خلالها مع شكوى الخاضعين لتلك الاختبارات. وأخيراً علينا إيجاد إجراء معين ليعين القائمين على تلك الاختبارات في معرفة التوقيت المناسب لإعلان النتائج حتى لا نقع في خطأ إعلانها في أول أيام اختبارات الطلبة أو قبل ذلك بيوم أو يومين حتى لا يكون إعلان النتيجة سبباً في تدني مستوى الأداء لديهم في اختباراتهم ما زيادة مستوى إحباطهم. إلى لقاء آخر إن كتب الله.