التصنيف.. ذلك المقياس (الفيفاوي) المفرط الحساسية، أو لن نقل بصريح العبارة (المارد) الذي تروض به اتحادات الكرة حول العالم (جماهيرها)، في علاقة (عكسية) تُثبت حقيقة (فوبيا) التحسس من قياس (تقدم أو تأخر) منتخبات المظلة الدولية (فيفا).. !!
والحقيقية التي لاتحتاج لإثبات في هذا المقام هي أن ذلكم التحسس وتلك الفوبيا التي تداهم مسئولي وعشاق الكرة حول العالم حول تصنيف منتخباتها على عتبات سُلم المجد الكروي لا تختص بشعب دون آخر أو عرق عن ضده ولا بحضارة دون أخرى.. فالعرب والعجم، والبيض والسود، والدول المتقدمة والمتخلفة كُرويا على حد سواء وفي كل بقاع العالم ينتظرون (تمجيد) فئوي تأتي فتواه من أعلى سلطة كُروية معترف بقياساتها وتصنيفيها لمنتخبات العالم أجمع..!!
والحقيقة الأخرى التي (تقبل) في رائي المتواضع محفزات (النفي والإثبات) للوقوف حول صحتها - على الأقل في عالمنا العربي - تقول:إنه إذا ما (تحجم) ذالك المارد بأمر موقعه من إعراب (القياس) ونأى بعيدا عن فرد عضلاته مدبراً غير مُقبل أمام تقدم منتخب ما تصاعديا لارتقاء عتبات متقدمة في السلم (الأممي) الشهري التقييم، تجد (الإطراء) ظاهرا جليا على المستويين الرسمي والإعلامي.. ليبقى الخيار للشارع (الرياضي الشعبي) في قبول أو رفض ذالكم (الإطراء) والتمجيد تبعاً (لنضج فكر) المتلقي أو نفيضه..!!
وحتى نبقي الحديث حول دائرة (النفي والإثبات) للحقيقية التي تقول بتأثرنا في العالم العربي بقياسات التصنيف, أدعو القارئ الكريم للبحث معي في جزئية (ما وراء الخبر) التي أوردها هنا لنضع جميعاً حداً فاصلاً بين (فهمنا) لحقيقة (التصنيف) بالبحث عن أدواته ومكوناته وبالتالي (الجزم) أيضاً بحقيقة استحقاق ذلك المنتخب في التقدم أو التراجع من عدمها على عتبات سُلم الفيفا شديد الحساسية لدينا كعرب على وجه الخصوص..!!
فالمنتخبات العالمية - وصفة العالمية هنا تأتي كحق لا يقبل النقض لمنتخبات لها بصمة في الحصول تاريخيا على كأس العالم - تحظى بمكانة على سلم (الترتيب) لا تهتز حين لا تقذف بها خارج النطاق (العشريني) في ذات السلم، حتى وإن ظلت مياه (الكروية الإقليمية) راكدة لا حراك بها، وهذا يجعلنا نُسلم مسبقاً بأنه ومهما بلغ تقدم (مستويات) منتخبات آسيا وإفريقيا وعرب ما بينهما على أرض الواقع، فلن تبرح ترقب (الفرجة) على منتخبات تاريخها يحسم جدل (التقدم) من وجهة نظر الفيفا.. شئنا أم أبينا..!!
وتبعاً لتلك (النظرة) المتبعة في ردهات وأروقة واضعي مكونات (السلم) الفئوي بدار الفيفا.. تبقى البرازيل والأرجنتين وألمانيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا مثلاً في (الواجهة) اياً كانت النتائج الفعلية لحراك تلك المنتخبات الشهري (الفعلي).. لتأتي دول (الطوق) وهي الدول التي تحظى منتخباتها بتواجد دائم في كأس العالم غير بعيدة عن حيز التقدم لأي (حراك) ولن أقول منجزا حقيقيا.. دول أذكر منها على سبيل المثال: هولندا، روسيا، البرتغال، المكسيك، الارغواي وتشيكيا.. ومن لديه (اعتراض) او تحفظ على حقيقة ما أذكر فليراجع (سجلات) التصنيف المتوفرة الكترونياً من أي تاريخ أراد والى شهر يناير المنصرم..!!
لتأتي حقيقة أخرى آمنت وأمنت بها دول (الفتات) على ذات السُلم مهما كان حراكها إنجازا على الساحة الإقليمية.. حقيقة تقسيم فئوي ُمسكن (مُرضي) أو هكذا يعتقد (الفيفايون) ؛ تقسيما يضع أول وثاني (العرب)، ولا يتجاهل أول ثاني وعاشر (آسيا) وبالطبع لا ينسى أول وثاني وخامس عشر (افريقيا) وجميعهم خارج الدائرة (الكهرو - عشرية) عالمياً.. بل إن أولوياتهم تلك تجنح بهم لأسفل الترتيب العالمي هناك في منطقة (الاسكيمو) القارصة البرودة مهما تعافت درجة حرارتها الفعلية..!!
قد يقول قائل - وليس مشكك - في كلامي؛ وماذا عن (مصر) في التصنيف الأخير.. الم ترتق إلى السلم (العاشر) في التصنيف (الأمم)؟! وهي من الدول (المنسية) على مضمون ما حمل المقال.. فأقول: اذا كان الامر كذلك فما المانع أن تدخل (مصر) معترك الدول الثلاث الأول؟!.. بل لم لا تحظى بشرف (العالمية الأولى) لشهر يناير وهي من حققت الكأس الثالثة على التوالي في افريقيا.. وهي من قبعت في المركز 27 بتحقيقها الكأس الأولى والـ 21 في الكأس الثانية والعاشرة في الانجاز الإفريقي الأبدي الأخير.. ماذا قدمت منتخبات هولندا والأرجنتين وروسيا وكروتيا للتقدم وتحل مصر عاشرا.. أليس هذا أشبه بالتقسيم السياسي الأممي لدول العالم (أول متقدم - وثالث متخلف)..!!
وحتى لا أرمى بجريرة الدفاع (العربي) المشروع وأنسى منتخب بلادي.. دعوني أذكركم بما حققه المنتخب السعودي خلال مشاركاته الثلاث في كؤوس العالم الأوائل لمشاركاتنا المونديالية، تاركاً حصادنا في المانيا خير شاهد على استنتاج لا يقبل الجدال في اهتراء الأسس التي نذعن معها لصداع (التصنيف)..، ففي مونديال آسيا 2002 وهي أسوأ مشاركة حيث تعرض إلى هزيمة قاسية أمام ألمانيا 0-8. جاء حينها ترتيبه في المركز ال 38 برصيد 628 نقطة، بينما مونديال فرنسا 98 جاء منتخبنا في المركز ال 33 برصيد 50 نقطة، وفي مونديال أمريكا 94 احتل المركز ال 28 برصيد 42 نقطة. بينما 2006تراجع المنتخب السعودي لكرة القدم، 47 مركزاً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي صدر عقب انتهاء منافسات كأس العالم ال 18 التي أقيمت ألمانيا..!!
فهل مشاركتنا في كأس العالم 2006 بألمانيا مثلاً أسوأ من (نكسة) 2002 في اليابان؟!.. لن أزيد أكثر من القول (كبروا الوسادة) إزاء تصنيف (جوزيفي) لا يعترف بحقيقة (السيادة الكروية) بل يعتمد على لوائح ُمنظمة - او هكذا يعتقد - يشهد الله أنني لم أوردها في هذا المقال احتراما لعقل القارئ الكريم.. أنظمة لمعاير غير منصفة توغل في (طبقية) لن تتحلحل إلا بعد أن نصدق حقيقية بألا عدل تصنيفيا ننشده مطلقاً. والسلالم (الكهربائية) تحمل منتخبات الفئة (A) لعتبات المجد مطلع كل شهر.. بينما تلك (الخرسانية) تصعد من خلالها منتخبات فئة (D) بشق الأنفس.. وهي في حقيقتها تصنيفيا تراوح.. محلك سر.. !!
ضربة حرة..!!
العاقل من عقل لسانه.. والجاهل من جهل قدره..!!