Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/02/2010 G Issue 13662
الثلاثاء 09 ربيع الأول 1431   العدد  13662
 
هذرلوجيا
الثقافة والثقافية
سليمان الفليح

 

المملكة هي مركز الإسلام ومنطلقه.

المملكة هي مركز الشريعة والسنة منذ كانت إلى اليوم.

المملكة هي مركز اللغة العربية وحاضنتها للأبد.

المملكة هي مركز التجارة في الشرق في هذا العصر.

المملكة هي مركز النفط العالمي الذي لا ينضب بإذن الله.

المملكة هي مركز القرار السياسي العربي الآن.

المملكة هي مركز حل الخلافات العربية والإسلامية

المملكة أهي مركز الثقافة العربية مستقبلاً؟!!

بالطبع هذا ما نتمناه ونصبو إليه من القلب، بل ونسعى إليه وتكريسه واقعاً حقيقياً وذلك لما للثقافة من تأثير هائل على العقل العالمي، ذلك العقل الذي أثرّت فيه سلباً ممارسات تلبس الإسلام المشوه وترتدي - جزافاً - العباءة العربية الملوثة بدماء القتل والتدمير والإرهاب وهذا التأثير الصادم لا طريق إلى تغييره وتصحيحه إلا بالثقافة الموازية التي تُعيد للذهنية الغربية الدور الحضاري الذي لعبته الثقافة الإسلامية - العربية في أوج تألقها الإنساني الذي كان المحفّز الأول لاتساع العقل الغربي والذي مهّد للنهضة الحضارية الغربية. وبالطبع كان دور تلك الثقافة (العربية الإسلامية) دور تغيير نحو الانفتاح الحضاري على الثقافات الأخرى والاستفادة منها وإدماجها كلياً في الثقافة العربية، واليوم وبما أن المملكة والحمد لله تملك كل المميزات التي أسلفناها في مستهل هذا المقال فلم لا تركز المملكة على أهمية الثقافة لتكون ركيزة أساسية في تفوقها وتميزها العالمي والعربي على حد سواء ولم لا ما دامت المملكة تملك المال والعقول ووسائل الاتصال والنشر والإعلام (وبيئة أخذت بالتشكل) التدريجي الذي نأمل أن يهيئ مناخاً نقياً من حرية إطلاق الإبداع المنتج والمؤثر والمغيّر والمفيد. ونحن إذ نطرح هذا الأمل فلأننا والحمد لله نشهد بشائر مفرحة للحركة الثقافية في عهد خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- ونعني بهذه البشائر - مثلاً - مركز الحوار الوطني، ومعرض الكتاب السنوي، ومؤتمر الأدباء، وأنشطة الأندية الأدبية، والتواصل الثقافي عبر الأسابيع الثقافية التي تقام في المملكة وخارجها. واليوم تضيف وزارة الثقافة والإعلام - القناة الثقافية - التي خصصتها للثقافة والمثقفين وهذه القناة تعتبر منبراً حضارياً إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل ل(تفعيل الثقافية) ولعل ما يقدم فيها اليوم من قبل بعض الرموز الثقافية المضيئة، بل والشبابية في الغالب والتي توجهها عقول مسؤولة نيّرة، بل مؤمنة بالدور الحضاري للثقافة ومدى تأثيرها على تفكير الشعوب من خلال الإيصال والاتصال و(التثاقف)، أقول إذا ما استمرت القناة الثقافية على هذا الطرح والنهج وساندها المثقفون بالتواصل والمشاركة والعطاء فإننا نجزم أنها ستكون رافدا أساسيا يواصل تدفقه اليومي لإثراء المناخ الثقافي بشكل عام بل ستكون هذه القناة الأساس الذي يُبنى عليه الصرح الثقافي الذي يستقطب نظر الجمهور من جديد نحو الفضاء الثقافي العام والشاسع أيضاً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد