Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/02/2010 G Issue 13662
الثلاثاء 09 ربيع الأول 1431   العدد  13662
 
فوضى وعشوائية متناهية تضربان بأطنابهما ورش وصناعيات الرياض
إتلاف السيارة بدل إصلاحها.. وعمالة وافدة تتطاول على مركبات المواطنين دون خوف

 

الجزيرة - فاضل الفاضل

ما إن تقع عيناك في منظر الفوضى المتناهية وأكوام السيارات المتراصة والمتبعثرة بحد الدهشة لا تذهب بتفكيرك بعيداً..

ثق أنك تقف عند إحدى صناعيات الرياض وورش إصلاح السيارات حيث العشوائية تضرب بأطنابها وعدم التنظيم وانتشار زيوت السيارات القديمة في المكان مما يزيد من سخونة وحرارة الأرض والازدحام غير المبرر للسيارات التي تضيق بمساحات الورشة مما يؤثر في تنقلات العميل بين الورش والأدهى من ذلك هو إتلاف جزء من السيارة التي يراد إصلاحها.

(الجزيرة) التقت العاملين في الورش وبعض زبائنهم من المواطنين لتكشف المستور من المشاكل بهذه الورش عبر هذا الاستطلاع:

في البداية قال صالح أحد زبائن الورش: كثيراً ما أعاني عند ذهابي للصناعية نتيجة لضيق الشوارع بداخلها وعدم التنظيم بين دخول السيارات وخروجها كما أن إيقاف السيارات العطلانة أمام الورش يعرقل حركة السير هذا ما يخص الصناعيات بشكل عام، أما من ناحية الورش فالمشاكل فيها تطول.

وتابع صالح قائلاً: أدخلت سيارتي بإحدى الورش لتركيب بعض القطع بمقدمة السيارة نتيجة لتعرضي لحادث سير وقمت بإحضار القطع كاملة وسلمتها للعامل بالورشة وطلب مني الحضور في اليوم نفسه لاستلام السيارة ولكن في ساعة متأخرة من الليل وتفاجأت عند استلام السيارة بأنه لم يصلح السيارة بالشكل المطلوب متعذراً بأن الشغلة متعبة جداً، وقد بذل مجهوداً كما أن المبلغ الذي طلبه مني ليس بكثير حتى أطلب منه إصلاحها بشكل أفضل.

وقال أبو نايف (مواطن): وضعت سيارتي بورشة لعمالة من الجنسية الباكستانية وطلبت منهم سمكرة جزء من السيارة واستبدال بعض القطع بأخرى جديدة بعد أن أكد لي المشرف على العمال بالورشة بأن تصليحهم على قدر عالٍ من الجودة ولكنه لم يحصل شيء من هذا، فالتركيب لم يكن بالشكل المطلوب والبوية لم تكن مطابقة للون السيارة الأصلي، وعندما أخبرت المشرف طلب مني الحضور في وقت آخر لإصلاح السيارة وطلب مني أيضاً إحضار بوية مطابقة للون السيارة لعمل اللازم ومع هذا لم يلتزم بوعده فكلما ذهبت له لإصلاح السيارة تحجج بأن الورشة مزدحمة وطلب مني الحضور في وقت آخر.

وأضاف أبونايف: أتمنى وضع لجنة لفض المنازعات في كل صناعية لتقف موقف حيادي ما بين الزبائن وأصحاب الورش، حيث إن الوضع الحالي الآن يخدم هذه العمالة التي أصبحت تتطاول على سيارات الزبائن دون شعورهم بأي خوف من الجهات المسؤولة.

وتحدث أبو طارق (زبون) قائلاً: طلب مني أحد العمالة بالصناعية مبلغ 850 ريالاً لإصلاح عطل بالدركسون وأكد لي لو أني ذهبت لورشة أخرى فسيطلبون مني قطع غيار ستكلفني أكثر من 1000 ريال وفي ورشة أخرى شخص لي الفني المشكلة وأكد لي أنها لا تكلف أكثر من 60 ريالاً، حيث إنها تحتاج إلى تغيير قطعة صغيرة بالدركسون فقط.

ومن جانب آخر تحدث عبدالرحمن الحميدي (سوري الجنسية) صاحب مركز صيانة بإحدى صناعيات الرياض قائلاً: أكثر المشاكل حدوثاً بالصناعية هو عدم تشخيص مشكلة سيارة العميل بشكل جيد كأن يطلب منه قطعة غيار معينة لإصلاح السيارة وعندما يجلبها العميل وتركب له بالورشة يتفاجأ بأن المشكلة ما زالت موجودة، حيث إن الفني لم يتمكن من التعرف على مكان المشكلة، وذلك ناتج عن عدم معرفة العامل للأمور الفنية في إصلاح السيارات، حيث إنه أتى من بلده ليمتهن أي حرفة دون دراسة هذه المهنة التي سيعمل بها، وأضاف الحميدي قائلاً جلبت 8 عمال للعمل عندي بالمركز واكتشفت عند وصولهم أن 3 عمال منهم لم يدرسوا بمعاهد فنية وليس لديهم خبرة، فاضطررت إلى ترحيلهم، وأضاف: ان من أبرز المشاكل التي يغفل عنها الكثير هي استخدام العمالة لسيارات العملاء لقضاء حاجاتهم الخاصة عند تركه السيارة لعمل الصيانة اللازمة لها، وهذا يعود إلى ضعف في أنفس بعض العمالة وعدم تحليهم بالأمانة الواجبة على كل شخص، كما أنصح مرتادي ورش السيارات ألا يترك سيارته إلا من يكون على معرفة جيدة به حتى لا يقع لاستغلال أصحاب الأنفس الضعيفة، وعن عدد الورش الموجودة أجابنا الحميدي أن عددها قرابة الـ 180 ورشة ومتوسط عدد العمالة في الصناعية نحو الـ 1000 عامل أغلبيتهم من الجنسية البنغالية والباقون ما بين اليمني والهندي والباكستاني والفلبيني والسوري، وأضاف قائلاً: نعاني من بعض الورش المجاورة لإيقافهم بعض السيارات أمام ورشهم مما يعرقل حركة السير ويسبب بعض الازدحام.

ومن جانب آخر أكد علي (يمني الجنسية) يعمل بإحدى الورش قائلاً: أبرز المشاكل التي تحدث في الصناعية هي عدم التزام الورش بالموعد المتفق عليه مع العميل لتسليم السيارة، فعند حضور العميل للورشة بالموعد المحدد يتفاجأ بأن السيارة لم تجهز بعد ويطلب منه الفني العودة بعد يوم أو يومين لاستلام السيارة، وأضاف صالح: ان عدم مطابقة البوية للون السيارة الأصلي يسبب الكثير من المشاكل بين صاحب السيارة وفني الورشة ويرجع السبب إلى عدم مقدرة العامل على اتقان المهنة حيث إنه يندر وجود عمالة متعلمين بمعاهد تدريبية خاصة، وإنما يتعلمون على سيارات الزبائن حتى يتمكنوا من إتقان العمل، وأكد صالح أن ظاهرة استخدام سيارة العميل موجودة وبشكل كبير، كما أضاف أن غالبية العمالة يتقاضون مرتبات شهرية والقليل منهم يعملون بالنسبة.

وبجانب إحدى الورش تحدث رياض (باكستاني الجنسية) قائلاً: إن العمالة البنغالية هم أكثر العمالة مشاكل حيث إنهم يقومون بإصلاح أي عطل وإن لم يكونوا يعرفون ما هي المشكلة فيتسببون في إحداث تلف أكبر بالسيارة كما أنهم يحضرون للعميل قطع غيار تجارية ويضعونها في سيارته على أنها قطعة أصلية لأخذ الفرق بين سعر القطعة الأصلية والتجارية، وتابع رياض عن ورشته قائلاً: أنا من يقوم بادارتها وأقوم بدفع مبلغ 5500 ريال للكفيل شهرياً ويختلف معدل دخلي من شهر لآخر ما بين الـ 2000 إلى 4000 ريال على حسب الشغل.

وأجابنا أحد أصحاب الورش أن الحل في المشاكل التي تحدث في الصناعية هو استقدام عمالة لهم خبرة في العمل بالسيارات ومتخرجون من معاهد مختصة، ومراقبة صاحب الورشة لعمالته له أثر كبير في سير العمل بشكل صحيح.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد