القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
تدريجياً بدأ تأثير حركة (كفاية) المصرية المعارضة يتلاشى رويداً رويداً، لكن القائمين عليها حاولوا البقاء في دائرة الضوء كلما سنحت الفرصة بمظاهرة أو موقف احتجاجي، وتحولت الحركة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات في مصر إلى مجرد مجموعة من النخبة السياسية والفكرية لا تجيد سوى النقد دون تقديم بدائل لما هو قائم، حتى بدأت الخلافات تدب بين مؤسسيها وعناصرها وتخرج هذه الخلافات إلى العلن، وذلك - حسب قيادات بارزة في الحركة - بداية الانهيار التام والخروج من صدارة المشهد السياسي المصري المقبل على مرحلة فاصلة في تاريخ البلاد.
بدأت الخلافات داخل كفاية منذ تأسيسها بحكم أنها تجمع ألواناً مختلفة من القوى السياسية، يحاول كل فريق أن يجذب الحركة الوليدة إلى عباءته وأيدلوجيته، وكان الصراع على أشده بين الإسلاميين واليساريين، لكنها تخطت أزماتها الأولى بصياغة أجندة توافقية واختيار منسق عام متفق عليه، كان الأول جورج إسحاق ثم خلفه المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري ثم الدكتور عبد الحليم قنديل، والأخير معروف بمواقفه الراديكالية، فجاءت الأزمة من ناحيته خاصة أنه اعتاد توجيه الاتهامات المبطنة بالتخوين والعمالة لقوى سياسية أخرى مؤيدة لكفاي،ة بل إن بعضاً منها جزء مؤسس في الحركة مثل (شباب 6 أبريل) وحزب الغد ومؤسسات ومنظمات حقوقية يراهم قنديل يعملون لصالح قوى أجنبية بسبب التمويل الخارجي.