مع أنه كنظرائه من معتنقي الفكر الصهيوني لا يعرف الخجل، إلاّ أنّ عروق وزير خارجية الكيان الصهيوني أفجور ليبرمان كانت تنزف أكثر من الخجل، إذْ هو مزيج من رهبة وخوف المرابي الصهيوني الذي يستشعر فقدانه صفقة سياسية كان يطمع اقتناصها من نظرائه الأوروبيين، عندما حضر اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
ليبرمان كأي صهيوني لا يعرف الخجل، إلاّ أنه حتماً يعرف ويعمل أن لا تفوت أية فرصة دون أن يكسب له شخصياً أو للكيان الصهيوني الذي يعمل له كوزير خارجية، وهو الذي كان يعمل حارساً ل(بار) في بلاده الأصلية روسيا.
هذا (البدي قارد) الذي يجالس وزراء خارجية أوروبا الذين يقدمون بلدانهم وأنفسهم على أنهم حماة الديمقراطية، وها هم يريضون يجالسون ممثل الإسرائيليين القتلة الذين أضافوا إلى جريمة القتل، قتل الشهيد محمود المبحوح، جريمة تزوير الجوازات الأوروبية، حيث استعمل قتلة المبحوح جوازات سفر بريطانية وأيرلندية وجواز سفر دبلوماسياً فرنسياً. ودخلوا بلاداً (دبي) تحترم هذه الدول وتقدم لمواطنيها تسهيلات وبخاصة البريطانيون والأيرلنديون للعلاقات التاريخية القديمة مع دول الخليج العربية، أما حامل الجواز الفرنسي، فيكفي ما توفره الصفة الدبلوماسية لحامله، وهذا ما أثار غضب هذه الدول التي تتخوّف من أن يغيِّر الخليجيون تعاملهم مع حملة الجوازات البريطانية والأيرلندية، فالإسرائيليون لو لم يعتقدوا أنّ لندن ودبلن ستتجاوزان هذه المسألة، لما فكّروا أصلاً بالاقتراب من جوازاتهم التي ستكون مشكوكاً فيها. وفعلاً ورغم التصريحات البريطانية والأيرلندية الغاضبة إلاّ أنّ المحصلة النهائية ستكون اعتذاراً إسرائيلياً يرضي العاصمتين، هذا إن اعترفت تل أبيب بالجريمة التي لا ينكرها أحد.
أما باريس فرغم أنّ الجواز المزوّر جواز سفر دبلوماسي فلم يصدر سوى (عتاب خجول) من رئيس الحكومة صمت بعدها الجميع.
هذا التعامل الأوروبي مع كيان شرير يتجاوز كل القيم والأخلاق، يدفعه لارتكاب مزيد من الجرائم تتجاوز الاغتيالات وتزوير الجوازات بل إبادة شعوب بأسرها، كما يحصل الآن في غزة، وكما حصل في لبنان سابقاً.
jaser@al-jazirah.com.sa