Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/02/2010 G Issue 13662
الثلاثاء 09 ربيع الأول 1431   العدد  13662
 
احذر أن يسرقوا جيبك!
خالد الخضري

 

في كثيرٍ من مدن المملكة انتشرت ظاهرة السرقات، من سرقة السيارات التي لا تعود إلا في النادر، وسرقة المنازل عندما يسافر ساكنوها إلى خارج المدن التي يقطنونها، إلى سرقة كل شيء يمكن أن تتخيله.

ومن طرائف السرقات المنظمة للمنازل التي اعتمدت على التحري ومعرفة حالة المسروق قبل القيام بعمل السرقة، حكاية أحد الأفراد الذي كان لديه نافذة في الدور الثاني من «فلته» في منطقة الدرج -على وجه التحديد- وليس بتلك النافذة الحواجز الحديدية المعتادة، فقام السارقون بالدخول إلى المنزل من تلك النافذة عن طريق الصعود على السور الخارجي للفيلا، أثناء غياب صاحب المنزل وتمكنوا من فتح الأبواب بشكل طبيعي، وهنا يُطرح سؤال هل يعني ذلك أن صاحب المنزل لم يقم بإحكام إغلاق باب المنزل جيداً بالمفتاح، وأيضاً لم يقم بإغلاق النافذة، وهذا يعني أيضاً أن السارق على علم بهذا المنزل وإمكانية فتحه عن طريق هذه النافذة بيسر وسهولة، وقد خطط للجريمة، وقام بجميع التحريات اللازمة لتنفيذها، وأثناء التحقيقات في القضية بعد سرقة كل ما في المنزل من غالٍ ونفيس اتضح أن صاحب المنزل كان يعتمد على الحارس في فتح الباب بالصعود فوق سور الفيلا والدخول عن طريق تلك النافذة، لأن صاحب المنزل اعتاد على نسيان مفتاح الباب داخل المنزل وأصبح يتعمد ترك تلك النافذة مفتوحة، ويبدو أن السارق قد لاحظ هذا الأمر، واستغل غياب الحارس، إذن نحن شركاء فيما يحصل لنا من جرائم في مثل هذه الحالات، أقلها الإهمال الذي يحصل منا، وعدم الحيطة والحذر، والطريف أيضاً في هذه القصة، أن السارق ومساعده عندما قاما بإخراج العفش على دفعات من المنزل ووضعه في سيارة كبيرة -متخصصة في نقل العفش- كان أحد الجيران يهم بالخروج من منزله فما كان منه إلا أن قال للسارق «نفزع» أي خدمة؟، معتقداً أن السارق أحد أقارب صاحب المنزل، وأنه يقوم بنقل العفش، وفعلاً ساهم في مساعدتهم على سرقة كل محتويات المنزل، هذا يعني أيضاً أن هذا الجار مثل كثيرٍ من جيران هذه الأيام لا يعرف شيئاً عن جاره ولا حتى أشكال وهيئات ساكني المنزل وإلا لتمكن من التفريق بين السارق وصاحب المنزل وساكنيه، وطرح على نفسه سؤالاً مهماً: ما علاقة هؤلاء؟ نلاحظ أن بعضهم يطرح قضية المصداقية والطيبة الزائدة التي يتميز بها أبناء المجتمع وهي التي قادت مثل هذا الشخص لمساعدة السارق على إتمام سرقة منزل جاره.

الجديد في عالم السرقة ما بعث به أحد الشباب من طلاب كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود مؤخراً على بريدي الإلكتروني، وهو نداء وجهه إلى عدد كبير من الناس يستجدي فيه مساعدته بعد أن تم السطو على سيارته وسرقة جهاز «اللاب توب» الخاص به بكل ما فيه من تصاميم متعددة خاصة بالكلية وصور شخصية له ولعائلته، وغير ذلك من الأمور المهمة، بعد أن تم كسر الزجاج الخلفي للسيارة، وهو يتمنى فقط أن يجد الجهاز المسروق حتى لو يقوم بشرائه بأغلى الأثمان بحسب رسالته نظراً لأهمية المحتويات بالجهاز، وهي ليست الحالة الأولى فقد باتت سرقة أجهزة الكمبيوتر المحمولة ظاهرة متفشية، ولكن هي أيضاً تعود لقيام صاحب الجهاز بوضعه أمام الأنظار في السيارة دون أن يكلف نفسه أن يضعه في الشنطة الخلفية للسيارة، ومن السرقات أيضاً سرقة الجوالات شديدة الانتشار التي قد تصل إلى أخذها من أيدي الأشخاص والتي تعرض لها كثير من الأشخاص، فعلى الجهات المعنية دراسة هذه الظاهرة بشكل جاد لإيجاد الحلول المناسبة، وعلينا الحذر، كل الحذر، فاحذر أن يسرقوا جيبك.



Kald_2345@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد