Al Jazirah NewsPaper Monday  22/02/2010 G Issue 13661
الأثنين 08 ربيع الأول 1431   العدد  13661
 
عذاريب
زاد غلاها بسلطان
عبد الله العجلان

 

كان تشريف سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنهائي كأس سموه هو الحدث الأبرز والحضور الأجمل والتتويج الأغلى والتكريم الأثمن لنا كسعوديين ورياضيين قبل أن يكون احتفاءً خاصاً وإهداءً فاخراً للعملاقين الهلال والأهلي..

أما هي كبطولة فأنا على يقين أن الهلاليين يرونها واحدة من أهم بطولاتهم ليس لأنها أكملت عقد الخمسين الذهبي وإنما زينها وزاد من قيمتها وغلاها وحلاها حضور سلطان الخير بعد أن أكرمه المولى عزَّ وجلَّ بالشفاء، وعاد بحمد الله سليماً معافى إلى وطن أحبه وشعب وفيّ اشتاق إليه، يرونها واحدة من أسعد مساءاتهم المبهجة ومناسباتهم الاحتفالية المفرحة وهم يتقلدون ذهب الإنجاز وحصاد التعب من يد سموه الكريمة الخيرة..

هنيئا للهلال بتتويج سلطان وببطولة لها علامتها الفارقة ونكهتها الخاصة ومذاقها المختلف جاءت في الوقت المناسب لتثبت أنه وحده الجدير بها، وأنها هي تحتفي وتفخر وتزهو وتزدهر بذهابها إلى خزينة زعيم الأندية السعودية وكبيرها وتاج رأسها، هنيئاً للباذل المعطاء والرئيس الفذ والأمير المحبوب عبدالرحمن بن مساعد، ولنائبه الخبير والإداري المتمكن الأمير نواف بن سعد، للداهية جريتس وللأسطورة سامي ولكل من ينتمي لكيانٍ النبوغ شعاره، والذهب معدنه، والبطولات هوايته..

أنت القمر وغيرك نجوم

سأدع الحديث عن أرقام وألقاب وفنون الهلال جانباً فأمرها معروف محسوم مفروغ منه لا جديد فيه وسأحاول الكتابة بإنصاف وإلمام عن فكر وثقافة ورقي وحضارية الهلال المؤسسة والكيان والتاريخ والجماهير وهذه مجتمعة هي التي جعلته زعيماً متميزاً متفرداً في نجومه ورجاله وإنجازاته، وقمراً مضيئاً مشرقاً مدهشاً وحيداً في مداره..

قبل سنوات وعندما كان رصيد الهلال لم يتجاوز الـ(25) بطولة قلت وقتها إنها الامبراطورية الزرقاء التي لا تغيب عنها شمس البطولات، واليوم وهو يضاعف العدد ويحطم الأرقام بسرعة فائقة وزمن قياسي ليصل إلى الرقم (50) ويبتعد عن أقرب منافسيه الاتحاد بـ(19) بطولة ها هو يؤكد من جديد أنه مختلف عن الجميع، وأن هذه الإنجازات بنوعيتها وتعدادها ومواعيدها لم تأت من فراغ أو مصادفة أو بضربة حظ وإنما جاءت لتكشف سر زعامة وتجسد حقيقة وواقع الهلال، هذا الذي صاغ لنفسه ولجماهيره ووطنه قيمة الرياضة ومعنى المنافسة، وقدم لغيره دروساً في الإبداع وكيف ومتى ومن أين تأتي البطولات؟

الهلال كمؤسسة مرموقة ومنتجة تسمح بتداول الإدارة والقيادة لا يختزل تاريخه برمز دائم لا يتغير، ولا يتوقف حضوره وتألقه بوجود رئيس أو مدرب أو عضو شرف، ولا يربط مصيره وهمومه وحاضره ومستقبله بداعم واحد بيده الأمر والنهي وبمزاجه الربط والحل وهو في السر والعلن الكل في الكل، ولا يتأثر أو يتعثر أو يتدهور بسبب أفول نجم أو حتى بعد اعتزال جيل نجوم بأكمله، وهذا بالطبع ليس وليد مرحلة بعينها، بل نتاج مبادئ وقواعد وأسس وضوابط بدأت منذ تأسيسه على يد الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -حفظه الله- وما زالت قائمة ومتوارثة يتعامل معها ويلتزم بها كل من يحمل الصفة الهلالية عضو شرف كان أو مشجعاً أو لاعباً أو إدارياً، الأمر الذي يجعل تقليده والاقتداء به من قبل منافسيه ضرباً من المستحيل.

لأن الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد يدرك أكثر من غيره أدواره الداعمة والمؤثرة يستاهل جندي الإنجاز المجهول ورجل المهمات الصعبة والقرارات الحكيمة الأمير عبدالله بن مساعد اهدائه كأس البطولة..

العودة الحقيقية للأهلي أو لأي فريق له تاريخه وشعبيته وطموحاته ليست فقط بتقديم المستويات والوصول للنهائيات وإنما لا بد أن تقترن بإحراز البطولات..

سيجني الأهلي ثمار فكر وروعة وثقافة الأمير فهد بن خالد..

بعد 18 سنة من الجهل في أصوله وأسلوبه ومعانيه ومن التغني في تطبيقه شكلا وليس مضموناً جاء الداهية جريتس ليعلمنا كيف يكون الاحتراف.. فهل من مستفيد؟

أمام الأهلي نفسه كرر ياسر القحطاني في النهائي الأخير نفس سيناريو غياب وحضور سامي الجابر في نهائي دوري 1416هـ.

واقع المباراة يشير إلى أن الهلال تضرر من قرارات الحكم بوسكا أكثر من الأهلي..

تفرغ الهلاليون لجمع ما لذ وطاب من البطولات وتركوا للآخرين فرصة التلاعب بمشاعر جماهيرهم والانشغال ببيانات الشجب والاستنكار..!

يبدو لي أن فارياس مدرب لا يجيد التعامل مع فريقه بواقعية ومع المنافسين باحترام.. وفي التدريب المغامرة غير المحسوبة تنقلب في المباريات المصيرية الحاسمة إلى غرور أشبه بالتهور..!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد