Al Jazirah NewsPaper Monday  22/02/2010 G Issue 13661
الأثنين 08 ربيع الأول 1431   العدد  13661
 
أقفلوا الأبواب أمام العملاء

 

ليس جديداً القول بأن كل أجهزة المخابرات في كل الدول تخوض صراعاً مع بعضها بعضا، وأن هذا الصراع يزداد شراسة حينما تكون هذه الدول منهمكة في صراعات وتخوض حروبا لم تبرد حرارتها رغم توقفها، ويزداد هذا الصراع شراسة حينما تكون المواجهة بين هذه الأجهزة ومثيلاتها من المنظمات والفصائل التي تخوض كفاحاً مع الكيانات التي تحتل أراضيها وتسلب حقوقها.

وغني عن القول أن أشرس صراع وأكثره دموية هو الذي تخوضه فصائل المقاومة الفلسطينية وأجهزة المخابرات في الكيان الإسرائيلي بفروعها كافة، من موساد، وشابات؛ ولهذا فمن الغباء أن يغفل أي فصيل فلسطيني أو نظام عربي عن تحصين أجهزته وبنيويته النظامية من المحاولات المستمرة والدؤوبة التي تقوم بها أجهزة الكيان الإسرائيلي، مثلما يقوم هو الآخر بتحصين نفسه من هذا الاستهداف.

هكذا هو العمل الاستخباراتي، وهذه هي لغة الحروب والمواجهة والعداء؛ ولذا فالاختراق الذي حققه الموساد الإسرائيلي وتمكن من خلاله من اغتيال الشهيد محمود المبحوح لا يعدُّ شيئا جديدا ولا عملا خارقا للمخابرات الإسرائيلية، إلا أنه يسجَّل كقصور أمني لدى حركة حماس التي عليها أن تحصِّن أمنها الداخلي وتخفي حركات المستهدفين بالاغتيال من قِبل العدو الصهيوني. والفلسطينيون عامة والحمساويون خاصة يعرفون مَنْ هم الذين تسعى إسرائيل لاغتيالهم؛ لأنهم يقفون حجر عثرة أمام تنفيذ مشروعها الصهيوني وأطماعها في الأراضي الفلسطينية.

ونقول: على حماس أن تحصِّن أمنها؛ لأن الحمساويين مستهدفون أكثر من غيرهم، وأنهم سبق أن عانوا اختراق العملاء الذين حددوا مواقع الكثير من الشهداء الذين ذهبوا نتيجة الغدر والخيانة.

***


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد