قبل ستة وعشرين عامًا التقى الهلال مع الأهلي في نهائي كأس الملك في ملعب (الملز) ووقتها كان الفريق الأهلاوي بطل الدوري الممتاز, وكان يطمح بجمع البطولتين, بينما دخل الهلال في ظروف صعبة نوعًا ما إذا ما علمنا وقتها بغياب أحد أبرز عناصر الفريق الهلالي آنذاك وهو قائد المنتخب السعودي صالح النعيمة، دخل الفريق الأهلاوي وهو يتسلح بخبرة لاعبيه إضافة للعامل المعنوي الكبير بتحقيقه لبطولة الدوري الممتاز، فكان يرى أن تحقيق بطولة كأس الملك وضمها لشقيقتها ما هي إلا مسألة وقت, إلا أنه سرعان ما تبدل الحال وظهر أن الفريق الهلالي بقيادة مدربه الداهية (بروشتش) قد عقد العزم على مقاسمة الفريق الأهلاوي الخبير ببطولات الموسم، ولأن التاريخ دائمًا ما يُعيد نفسه كما يقال, فقد توقع البعض أن الليلة ستشبه البارحة, وأن حيوية شباب الفريق الأهلاوي ستحرج الخبرة الهلالية, فصبّت التوقعات في مجرى نهر التفاؤل الأهلاوي، استنادًا على معطيات تاريخية ومعنوية، ومنها حكم اللقاء (بوساكا) الذي أدخل خبر إعلان قيادته للقاء الرعب في نفوس الهلاليين خشية تكرار فشله كما حدث عندما قاد لقاء الهلال وشقيقه النصر في نهائي كأس فيصل. فبدأ اللقاء، وسيطر الهلال على مجريات الشوط الأول وكما حدث في غالب مبارياته، وخطف الفريق الأهلاوي هدفًا جميلًا بجملة تكتيكية رائعة، وضعت أكثر من علامة استفهام على التنظيم الدفاعي الهلالي والذي يخشى محبوه أن يلاقي الصعوبات في دوري أبطال آسيا، استمر الهلال في هدوئه، واستطاع (الكاسر) من كرة شبه ميتة، ومن زاوية مستحيلة أن يمرر كرة الهدف للمتمركز ويلهامسون، ليعيد الهلال من جديد، ثم أتبعها بكرة ساقطة خلف الدفاع الأهلاوي للمنطلق ويلهامسون بدورها تصل إلى نيفز الذي وضع بصمته وكعادته في المباراة.
انتهت الحكاية وبنفس السيناريو الهلال هو البطل.
سيف بتّال
أصبح برنامج الأستاذ بتّال القوس هاجسًا مؤرقًا لمن يقصر في عمله، وسيفًا مسلّطاً على من يحاول عكس الصورة الحقيقة لحال إدارته، فقد كشفت لنا عدسة البرنامج الكثير من التجاوزات، وكانت لها بالمرصاد مما كان لها الأثر الكبير في تعديل بعض السلوكيات الخاطئة، والممارسات المشبوهة، وهكذا عندما يؤدي الإعلامي دوره السامي بعيدًا عن المصالح الشخصية، فكم نحن بحاجة لأكثر من بتّال في الوسط الرياضي؛ لنستطيع النهوض بكرتنا التي مازالت كابية، وتنتظر من ينتشلها، وحتى ننجح في ذلك لابد من الصدق مع النفس أولًا، ثم مصارحة المسؤول، لا التطبيل والمديح الذي بات شعار كثير من الإعلاميين.
حتى في اليد مؤامرة!
أخفق منتخبنا الوطني في الوصول لنهائيات كأس العالم، بعد أن خسر لقاءين متتاليين من المنتخب البحريني الشقيق ثم من المنتخب الياباني، وقد قرأت قبلها تصريحا لمسؤول سعودي عن تعرض المنتخب لمؤامرة، وأنه سيخرج الأدلة والبراهين في وقتها، وكأنه قد توقع عدم تأهل المنتخب! ولا أعلم هل أصبحت (نظرية) المؤامرة مقنعة للمتابع السعودي والذي يأمل أن يصل لكأس العالم في أي لعبة؟!
بقايا حتى
دائمًا ما نقول إن الناشئة سريعو التأثر بكبارهم، وهذا لاعب نصراوي (شاب) بعد خسارة فريقه من الهلال في درجة الشباب، يشير لحكم اللقاء بنفس إشارة مدرب الفريق الأول النصراوي!
أصبحت ثقافة تكريم (المذنب) مؤصلة في الشعب السعودي بدلا من البحث عن مكافأة المجتهد، فهذا النجم ماجد عبدالله يطالب برفع الإيقاف عن الموقوفين قبل النهائي للاحتفاء بسلطان الخير!
العقوبات لدينا لا قيمة لها، فهي تصدر متأخرة وبعد توسلات، ثم يعفى عن المذنب بعد سريان نصف المدة!
أتابع بعض اللقاءات مع الجماهير الحاضرة لمباراة ما، فأجد أن الثقافة هشة، ولا يستطيع الكثير منهم تكوين جملة مفيدة واحدة، ويلجأ الغالب منهم في تبرير خسارة فرقهم للغمز في قناة الحكم، وأجزم أن ذلك لم يكن ليحصل لو كانوا يستطيعون التعبير بشكل صحيح!
قرأت تحليل العبقري يوسف الثنيان عن لقاء العملاقين الهلال والأهلي قبل المباراة، ثم قرأته مرة أخرى بعد اللقاء، فشككت أن (الفيلسوف) قد شاهد اللقاء قبل تصريحه!
كم وددت من المسؤولين ألا يصرحوا بعد نهاية المباراة مباشرة، فكثير من تصريحاتهم أصبحت محل تندر من المتابعين لعكسها سير المباراة!
على جريتس العمل على معالجة البطء الهلالي و(برود) بعض لاعبيه والذي بدا واضحًا لكل متابع، فالفرق السريعة دائمًا ما تسبب قلقًا للفريق الهلالي.
آخر حتى
الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل..