أهدت إليَّ إدارة رياض الأطفال بجدة من خلال جناحها الذي شاركت به في معرض القاهرة الدولي للكتاب ملفاً ورديَّ الألوان جميل التنسيق يضم كتِّيباتٍ صغيراتٍ وبعض المطويات الرشيقة التي يضمُّ صوراً وعبارات ومعلومات ميسرة في فنون توجيه السلوك عند أطفالنا لقد زرت جناح هذه الإدارات في الليلة التي أقمت فيها أمسيتي الشعرية في الجناح السعودي في معرض الكتاب في القاهرة، فسرني ما رأيت فيه من لوحات ومعلومات وبرامج تعرضها بعض الشاشات الموجودة في الجناح عن تربية الأطفال، وأفضل السبل التي توصِّل إلى بناء نفوسهم بناءً سليماً مستقيماً متوازناً يتحقق به التوازن والاستقرار النفسي لأطفال اليوم ورجال الغد. من بين الكتيبات الصغيرة كتيب مربَّع الشكل بعنوان (نعم.. لتوجيهي لا.. لتعنيفي) يضم صوراً مع كلماتٍ توضِّح الأساليب الإيجابية في التعامل مع الأطفال، والأساليب السلبية في هذا التعامل، وهو كتيِّب مناسب للأطفال، ونافع للآباء والأمهات، سهل الأسلوب، قصير الجمل، يوصِّل المعلومة إلى وعي القارئ مباشرة، من خلال لقطات واقعية يعرفها الناس في بيوتهم، ولقاءاتهم العامة والخاصة. الشعار الذي ترفعه إدارة رياض الأطفال بجدة في هذه السلسلة هو»أنت قدوتي» عبارة موجهة من الأطفال لآبائهم وأمهاتهم، وهو شعار مرسوم بعناية، وفي الكتاب الموجود في هذا الملف دراسة واقعية عن السلوك الذي يجري في بيوتنا ومجتمعنا في التعامل مع الأطفال، تتحدث هذه الدراسة المختصرة عما يعانيه الوالدان من بعض المشكلات التي تظهر على سلوك أبنائهم غافلين عن أنهما قد يكونان هما السبب في وجود تلك المشكلات عند الأطفال، والكتاب رسالة إلى الآباء والأمهات توضِّح بعض ما يخفى عليهم في تعاملهم مع أولادهم، وتضع أمامهم الصورة الصحيحة (تربوياً) للتعامل الأمثل. فهنالك - كما يشير الكتاب- حاجات إلى الأطفال تختلف من مرحلة إلى مرحلة، وهنالك أنواع من مشكلات السلوك عند الأطفال، فمنها ما هو شائع معتاد كالانفعال والتعامل بالضرب وضعف الاتصال اللغوي ومزج الخيال بالواقع والعناد والغيرة وغيرها من العادات الخاطئة، ومن تلك المشكلات السلوكية ما هو شخصي مرضي كحديث الطفل مع نفسه بصوت مرتفع، وضربه لإخوته ومن يلتقيهم من الأطفال، والاضطراب في الكلام، والخوف المبالغ فيه، وكثرة الحركة اللافتة للنظر وغيرها من العادات التي تدل على مرض عضوي أو نفسي. والكتاب يقدِّم نصائح للآباء والأمهات، ويوضح الوسائل المناسبة للتعامل مع المشكلات السلوكية بأنواعها المختلفة. كم هي جميلة هذه العناية بالأطفال وعلاقتهم بأسرهم ومجتمعاتهم وكم هو عمل جميل يستحق الشكر والدَّعم المعنوي، والنقد البنَّاء. هناك أخطاء لغوية ونحوية تحتاج إلى معالجة ومراجعة وتصويب.