يقول الصديق الشاعر (الهلالي) راشد بن جعيثن في مقاله الأخير في (الرياضية) الذي سبق حصول الهلال على بطولة الدوري بساعات أمام الحزم: إنني لا أخشى على فرقة (الذئب الأشهب)، ويعني بذلك البلجيكي الداهية (جيريتس) إلا من الاسترخاء والتثاؤب نوعاً ما من اللاعبين وإلا (البطولة) على مرمى حجر من قبضة (الزعيم).
في الوقت الأصلي
وأنا أقول له: اطمئن يا راشد ونم قرير العين ما دام فريقك وراءه رجال ووراءه (دفع مال) وما دام (الذئب الأشهب) موجوداً وبجواره ذئب الملاعب السعودي (سامي الجابر) الذي أثبت أنه قائد محنك في الملاعب وقائد أكثر حنكة في الإدارة.
قبل شهر (سطا) هذا الهلال العجيب على بطولة النفس الطويل وأودعها (صندوقه الذهبي) وخلال هذا الشهر تنازل عن بطولة لأحد (الجيران) بعد أن قال الذئب (شبعت) وأول البارحة عاد الذئب مرة أخرى (جائعاً) ليلتهم (ضحيته) الخمسين، عفواً بطولته الـ(50) وليصطاد أغلى بطولتين في الموسم والثالثة في الطريق لا محالة.
نعم من يستطيع الوقوف في وجه هذا الهلال ومن يستطيع النيل منه ومن يستطيع مقارعته في هذا الوقت بالذات؟ فكل الفرق لو اجتمعت في فريق واحد أو منتخب واحد لا تستطيع أن تفوز عليه لأن المحصلة بصراحة تقول: إن الهلال هوكوكبة من النجوم المحليين المختارين بعناية مع ثلة من نجوم العالم القادمين من الشرق والغرب و(القارة العجوز) ومدرب لا يبتسم كثيراً ولكنه (يفترس) كثيراً خصومه واحداً تلو الآخر.
لقد شاهدت الشوط الأول في اللقاء الختامي للغالي (سلطان بن عبد العزيز) ووجدت أن (الكبير الأزرق) تسيّد كل شيء في الملعب بدءاً من المدرجات ومروراً بالعشب الأخضر وانتهاءً بالشبكة التي رفضت مرور هذا السيل الجارف من الهجمات الخطرة وقالت (لا نريدها كبيرة يا أهلي).
لقد شاهدت فريقاً منظماً سريعاً يتناقل الكرة بلياقة عالية ويصل إلى المرمى بطريقة (سلسة) وسهلة وقلت لنفسي هل السر في تمارين الصباح؟! أم في كوكبة النجوم؟! أم في الإدارة الناجحة أم في كل شيء في هذا الهلال العجيب.
عموماً (ألف تريليون) مبروك لفرقة الهلال الذهبية التي مارست كل أنواع (البطش) الكروي الجميل وحققت في شهر ما لم تحققه فرق أخرى في سنوات طويلة. وألف تريليون مبروك لأنصار الهلال الذين اعتبرهم أسعد ما في الكون لأن فريقهم دوماً يبهجهم ولا يخذلهم، يفرحهم ولا (ينكد) عليهم.
أنتم السعداء يا هلاليون ونحن وللأسف (البؤساء).
أنتم تفرحون كل يوم وكل شهر وكل سنة ونحن نحزن في السنة ألف سنة.
أنتم (تبتسمون) وتضحكون وتنحرون (الخراف) ونحن يحاصرنا (الاكتئاب) من كل صوب بعد أن استنفدنا كل ما هو موجود في الصيدليات لعلاج الضغط والسكر وغيرها من أمراض (العصر).
نخدع أنفسنا في مجالسنا ونحاول أن نغطي على عيوبنا ونقول إن الهلال فاز بالحظ مرة وفاز بالحكم مرة أخرى ولكن هذه الاسطوانة (المشروخة) التي نتغنى بها كثيراً وتتغنى بها كل جماهير الأندية الأخرى (ألجمها) هذا الهلال المبدع بحصد المزيد والمزيد من البطولات الواحدة تلو الأخرى ولا عزاء للآخرين.
ما أروعك يا هلال وما أجملك من فريق، لقد أسعدت عشاقك في كل أرجاء المعمورة، كنت على الوعد والعهد لم تخذلهم يوماً ولم تقهرهم (سنينا).
اختاروك واصطفوك من بين الأندية لأنهم وجدوا فيك (الملاذ) الآمن والفريق (الصامل) الشجاع الذي لا يستطيع أحد الوقوف في طريقه طال الزمن أو قصر، لقد تعدد (المنافسون) والهلال واحد والبطل واحد اسمه (هلال هذا الزمان) وهلال هذا القرن وهلال القرون القادمة.
إنني أغبطكم يا بني هلال ولا أحسدكم فأنتم في (نعمة) مستدامة وغيركم في (نقمة) لن تنجلي إلا أن يشاء الله.
نقاط في الذاكرة
- يا راشد بن جعيثن أنتظر منك دعوة على (فقار قعود) بمناسبة الكأس الغالية وما أكثر كؤوسكم يا هلاليون وما أكثر أفراحكم.. فهذه عاداتكم..!
- على نيّاتكم ترزقون أقولها للرئيس الذهبي (شبيه الريح) والذهب من معدنه (يبان) يا عبد الرحمن..!
- سامي الجابر (غيور) ومثقف وحريص على هلاله والنتيجة (مدير) بمرتبة كابتن طيار..!
- نيفيز + ولي + رادوي + مثلث رعب ورأس الحربة (جيريتس) هؤلاء لن ينساهم الهلاليون..!
- الهلال والبطولات (صنوان) لا يفترقان ومنذ ربع قرن لم يغب الهلال موسماً أو موسمين عن البطولات وإذا غاب هذا هو (الاستثناء) بالفعل..!
- لكل الهلاليين الأقارب والأصدقاء والزملاء ألف مبروك وأخص القلم الهلالي الرشيق القادم من الزلفي الأخ محمد عثمان الضويحي صاحب القلب الأبيض والقلم الأزرق.. تحياتي للجميع وعلى المحبة نلتقي إن كان في العمر متسع، والله المستعان.