بالتأكيد أنكم تذكرون تلك المقولة التي كان يراد بها التقليل من الفريق الأزرق والتشكيك في انتصاراته (اعطوا الهلال الكأس واتركوا بقية الفرق تلعب على المركز الثاني)!
يومها اعتبرها بعض الهلاليين نكتة وتنفيساً عما في خاطر بعض المنافسين ممن عجزوا عن تحقيق ما يحققه الهلال، ودارت الأيام وأصبحت تلك المقولة واقعاً فرضه الهلال باحترافية فنية وإدارية كبيرة صنعت لفريقها تميزاً ميدانياً جعله يغرد خارج السرب ويسيطر ليصل إلى البطولة رقم خمسين في سجله الحافل بالإنجازات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، وصار التعاطف كبيراً مع كل فريق يلعب ضد الهلال لعل وعسى أن يوقف مسيرته، وتم التسويق لوجهات نظر ترى أن سيطرة الهلال ليست في مصلحة الكرة السعودية مما يمكن اعتباره مطالبة بأن يتيح الهلال الفرصة لمنافسيه للفوز بالبطولات!
الآن وبعد البطولة الخمسين عندما تعيد قراءة مقولة (اعطوا الهلال الكأس واتركوا للبقية المنافسة على المركز الثاني) تجد أنها كانت نظرة فنية سبقت وقتها، لكن لا يمكن مطالبة بقية الفرق بالاستسلام أمام المد الهلالي باتجاه كل البطولات بل المطالبة يجب أن تكون في تقليد الفريق الهلالي بكل ما فيه من مظاهر وظواهر التطور والانضباط الفني والإداري!
الهلال هذا الموسم قدم نفسه كنموذج مثالي للفريق المحترف بكامل مواصفات الاحتراف العالمية ولذلك استحق بطولة الدوري وكأس سمو ولي العهد وكسب إعجاب متابعي الدوري السعودي، والانضباطية التي عاشها الفريق الهلالي حفظت توازن الفريق في مبارياته حتى وهو يسجل رقماً قياسياً في فرص التسجيل المهدرة ويتعامل مع الضربات الركنية والحرة بسلبية واضحة لكن هذا لم يؤثر في مسيرة الفريق نحو البطولات فالحسم في النتائج غالباً ما تفرضه خبرة ومهارة لاعبي الفريق الذين يتبادلون الأدوار في النجومية وفي التسجيل.
بلا شك الفرحة غامرة بنجاح النموذج الهلالي الذي يتجه بنا نحو أجواء الكرة الاحترافية العالمية بما يحفز على تقليده ويشجع على ظهوره في أكثر من ناد من أنديتنا، وبالتأكيد فإن بطولة الدوري وكأس سمو ولي العهد ستدعمان العمل الفني والإداري في الهلال بما يمكنهما من مواصلة مسيرة التطوير خدمة للفريق والكرة السعودية بشكل عام ويوفر قناعة تامة لدى الآخرين للعمل على استنساخ النموذج الهلالي المتألق.
حتى يعود الأهلي!
الحديث العقلاني لرئيس الأهلي وكذلك المشرف على الفريق عقب الخسارة في نهائي كأس سمو ولي العهد يؤكد أن الفريق يسير وفق رؤى فنية وإدارية واعية تشخص حال الفريق وتحترم المنافسين ولديها طموح كبير للعودة بالفريق لبطولاته، فالفريق الأهلاوي بدأ يتطور ولديه مجموعة ممتازة من النجوم والمواهب لكنه يحتاج إلى تخليص خط دفاعه من العناصر التي تؤدي بوحشية وتهور قد تبدد كل الجهود التي تبذل للعودة بالأهلي إلى سابق مجده.
وسع صدرك!
هي كانت بالنسبة للهلاليين إجازة (ربيع)، ففي أول أيامها أبعد فريقهم جاره من المسابقة، وفي آخر أيامها حقق الفوز بكأس سمو ولي العهد!
مع التقدير لموقف أسامة هوساوي الذي قدم زميله محمد الدعيع لاستلام الكأس كنت أتمنى لو استلم أسامة الكأس تقديراً لمستواه الكبير والثابت وحضوره الدائم الذي يشهد على انضباطيته خاصة وأن الكابتن محمد الدعيع سبق وأن تشرف باستلام الكأس في عدة مناسبات سابقة.
التعامل الأهلاوي الحضاري مع الخسارة يزيد من تفاؤلنا في تطبيق الاحتراف بمواصفاته العالمية وتوديع مرحلة التبريرات والاتهامات التي لم تقدم لفرقنا إلا مزيداً من الانتكاسات الكروية!
صديقي النصراوي ما قصر شجع الأهلي ضد الهلال ورغم الخسارة إلا أنه تعشى في تلك الليلة.. سألته لك نفس تأكل بعد فوز الهلال قال (لو ما نأكل كل ما فاز الهلال كان متنا من الجوع)!
الفريق الهلالي يضع نفسه في مواقف حرجة أثناء المباريات بإهداره لفرص التسجيل السهلة!
السيد جيريتس لم يجد حلاً لسوء تنفيذ واستثمار لاعبيه للضربات الركنية والحرة ولم يضع بدائل للتنفيذ المباشر غير الفعال!
في محاولة للتقليل من القيمة الفنية لنجوم الهلال يأتي التركيز فقط على الدور الذي يقوم به أجانب الفريق رغم أن الأجانب في كل الفرق يقومون بنفس الدور لكن الفارق الحقيقي هو في النجوم الوطنيين الذين يضمهم الفريق الهلالي والتنظيم الإداري والفني الذي يعيشه الفريق.
مع كل بطولة هلالية يبرز الدور الفاعل لعضو الشرف الأمير عبد الله بن مساعد في مسيرة العمل الإداري المنظم بالهلال الذي يقوده الأمير عبد الرحمن بن مساعد كما يبرز الدور الفاعل للكابتن سامي الجابر في العمل الفني الاحترافي الذي يقوده السيد جريتيس.
في الوقت الذي كان فيه الفريق يستعد لنهائي بطولته رقم خمسين كان غيره يستعد لدخول موسوعة جينيس بأطول بيان!
الخروج بنتيجة إيجابية في مباراة السد القطري مهم جداً للفريق الهلالي لأن تحصينات كوزمين الدفاعية ستكون صعبة في لقاء الإياب!
ظهر بالبدلة في صدى الملاعب وترك (شعرتين) على (جبهته) في تسريحة القرن وعاد مرة أخرى بعد النهائي وظهر بالثوب والغترة لكن النتيجة أفسدت عليه توقيت خروجه!
الهريفي قال في صدى الملاعب أنه كان يتمنى فوز الأهلي ولم يكن بحاجة ليعلن ذلك فقد كانت آثار الفوز الهلالي واضحة على وجهه!