(فاز الهلال ببطولة) جملة تكررت كثيراً جداً لدرجة أن الكاتب أصبح عاجزاً عن وصف الإنجاز ومخرجاته والفرحة الهلالية المتكررة به، فكل الحروف والتعبيرات والجمل تكون متكررة وذات صبغة واحدة تتمحور حول تمجيد (الزعيم) ثم سرد لتاريخه البطولي ونقل انطباعات نجومه وإدارته وأعضاء شرفه..

اليوم - برأيي - يجب أن تتغير ثقافة التعامل مع الإنجازات الهلالية - خاصة المحلية - حيث يجب أن تكون بمثابة (نقطة تحوُّل) حقيقية مدروسة بعناية يمكن من خلالها الإبحار بعمق لمعرفة كيف يمكن أن تكون الإنجازات الزرقاء دافعاً لإحداث العديد من المتغيرات والثقافات الكروية وكذلك الفنية والإدارية.

نقطة تحوُّل ... لكل رئيس ناد يريد أن يحقق إنجازاً لفريقه، فبدلاً من الثرثرة اللامنتهية، عليه أن يدرك أن عالم الكرة أصبح شأناً احترافياً، والفريق الأفضل هو من يوكل المهام لأصحابها ويعمل بحدود صلاحياته كما هو الهلال.

نقطة تحوُّل .. لمن يبحث عن الطريقة المثلى للتعامل مع المدربين وقبل ذلك طريقة اختيارهم، فالمدرب يحتاج إلى مناخ حر يعمل من خلاله على ضبط الفريق تحت سطوته الفنية والنظامية، والهلال قدمّ أنموذجاً رائعاً بهذا الخصوص، وجريتس البلجيكي هو بطل تلك الخصوصية الهلالية..

نقطة تحوُّل ... لمن جعل فريقه حقل تجارب للإداريين، حيث تغيب أسماء وتحضر دون أن يحس المراقب بوجود عمل احترافي لهم، والهلال قدم صورة لمعنى الوجود الإداري داخل منظومة الفريق، وسامي الجابر كان البطل لنقطة التحوُّل الإدارية..

نقطة تحوُّل ... لمنتخبنا الوطني الأول الذي ذبحته التغييرات التدريبية والعناصرية، فقد أثبت الهلال أن العمل بتناغم وثبات واستقرار هو الطبق الرئيسي لوليمة الإنجاز، فيما عدا ذلك يبقى مجرد ديكور لا يملأ بطن صاحبه..!!

نقطة تحوُّل ... لمن بحّ صوته وهاج عقله وجمع (مجانينه) الأربعة لمحاولة زعزعة الهلال وجماهيره، فقد أثبتت الوقائع أن لا شيء يمكنه أن يقف بوجه الفريق المعد بشكل احترافي، ولا قوة في الدنيا تستطيع أن تحرك شعرة بالجسد المنتظم احترافياً وفنياً وعناصرياً، وهو ما يجب أن يعرفه (المتوهق) وغيره ممن أصبح مادة لتندر وضحك المشاهدين.

نقطة تحوُّل ... لكل إعلامي وكاتب وناقد يريد أن يفهم معنى التحليل الصحيح لكرة القدم، فقد أعطى الهلاليون الدرس المفيد للجميع، وكشف واقع الهلال الفرق بين (البربرة) داخل الاستوديوهات التحليلية وبين (الفهم) الحقيقي لتحليل مباراة كرة قدم.

نقطة تحوُّل ... لمن همه الوحيد وضع العراقيل وصناعة المخططات وبث الإشاعات في الوسط الرياضي، فالهلال أثبت عقم مثل تلك السقطات بأساليبها البالية، وأكد أن نظافة القلب وحسن النوايا هي من تجلب الفرح فيما (المغثة) تبقى جاثمة على أصحاب الحقد المزمن.

نقطة تحوُّل ... للهلاليين الذين يجب أن يرسموا استراتيجية استثمارية ضخمة تتزامن وجماهيرهم الكبيرة وزعامتهم للقرن الآسيوي وبطولاتهم المتتالية، فما يفعله الهلاليون في هذا الجانب أبداً لا يوازي حجم شعبيتهم وإنجازاتهم.

نقطة تحوُّل .. لنا جميعاً لنصنع من الفرح الهلالي سعادة جماعية، فقد انتصرت مبادئ العمل الاحترافي وهو ما يهيئ لأرضية صلبة نبني فوقها أساليب جديدة للمنافسة وأساليب أكثر تحضراً عند الحديث عن الخصوم.

نقطة تحوُّل ... لكل الفرق التي تجعل من الحكام شماعة للفشل، فقد أثبت الواقع الهلالي أن لا حكم بالدنيا يستطيع إيقاف متعة الإنجازات إذا حضرت العزيمة.

تصويبات

- كل الرياضيين كانوا يشعرون بفرح عارم وسعادة لا توصف وهم يشاهدون ملهم القلوب وأمير الكرم والجود ولي العهد الأمين يرعى المباراة النهائية، ويعطر سماء الأجواء الرياضية بابتسامته المشرقة الدائمة..

- تعامل الهلاليون جيداً مع كل المطبّات التي واجهت الفريق بشكل رائع واحترافي فكانت البطولات حصاداً واقعياً لذلك التعامل.

- الأمير عبد الرحمن بن مساعد غاب بجسده وحضر بروحه ونبض خبرته، فكان الإنجاز أجمل هدية له.

- اللاعب الإنجليزي جاسكوين الذي أرعب الإنجليز بمهاراته يتسوّل الآن لجنة رعايا اللاعبين لتوفير سكن يستطيع أن يبعده عن الرصيف .. هذا هو حال من يهرول لأصحاب السوء.(صورة هامة لجميع الرياضيين).

- فريق الأهلي قدم فريقاً رائعاً جداً لكني مازلت مصراً على أن الفريق يحتاج إلى لاعب (ليبرو) من طراز عالٍ جداً، كما أن مالك معاذ يحتاج إلى تأهيل فني ومهاري من جديد، بعد أن فقد الكثير من مهارات اللعب الجماعي.

- حسن العتيبي أثبت أنه خيار رابح وموطن أمان للمرمى الهلالي.

- كنت أتمنى أن نخطف المدرب الهولندي جوس هيدينك لتدريب الأخضر فهو مدرب رائع يتناسب مع المرحلة الحالية.

قبل الطبع

حينما يصبح جل تفكيرك في أعدائك فإنك تصبح العدو الحقيقي لنفسك.