أظن - وليس كل الظن إثم - أننا لا نعرف حقيقة مستوى ما اكتسبه وتعلّمه طلابنا عندما ينهون دراسة المرحلة الثانوية وذلك قياساً بما يفترض أن يكونوا قد تعلّموه عند تخرّجهم، بل إني أرجو ألا أكون مبالغاً عندما أقول إننا لا نعرف عن حقيقة المستوى التعليمي لخريجي تعليمنا العام أكثر مما يعرفه عنهم الفيتناميون. على أية حال هناك اليوم فرصة ثمينة يمكننا استثمارها لنتعرَّف من خلالها على جودة ما قدمناه لطلابنا من تعليم، هذه الفرصة تتمثَّل تحديداً في قيامنا بالتعرّف على مستوى أداء خريجي تعليمنا العام بعد التحاقهم ببعض الجامعات العالمية التي تم ابتعاثهم إليها عن طريق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. دعونا نطلب شهادة تلك الجامعات المرموقة في مستوى تعليمنا، دعونا تحديداً نأخذ عينة من خريجي تعليمنا العام الذين درسوا في جامعات عالمية، ثم ننظر في معدلاتهم الدراسية الجامعية، وفي المدد الزمنية التي احتاجوها لكي يتخرّجوا، وفي عدد الطلاب الذين فشلوا في إكمال دراساتهم، وفي عدد الطلاب الذين غيَّروا تخصصاتهم، وإذا تبيَّن لنا أن كل هذه المؤشرات كانت إيجابية فخذوها مني أن تعليمنا متميِّز وفعَّال، وتجاهلوا كل ما قالته البحوث عن تعليمنا.