من يقرأ تاريخ كرة القدم السعودية لابد أن يلاحظ أن الهلال وحده واجه كل الأندية السعودية البطلة في مباريات نهائية وبطولات، فبدأ مع الاتحاد وقبل خمسين عاماً، ثم الوحدة ثم واجه الاتفاق والأهلي والنصر والشباب وكانت له اليد الطولى في البطولات، حيث كان الثابت أمام المتحولين على طريقة كلهم مروا من هنا (ولهذا فلا عجب ولا غرابة أن يكون كثير من الاتحاديين والنصراويين وغيرهم في صف الأهلي في النهائي؛ فالهلال له مواقف لا يمكن أن ينساها المنافسون ولولا وجود هذا الهلال لكانت روزنامة البطولات وجدولها مختلفاً ولكان للآخرين نصيب من الخمسين بطولة، لكن لأنه الهلال الذي يمتلك ثقافة مختلفة استمدها من جماهيره التي لا ترضى بغير الذهب وتعمل وتدعم وتؤازر من أجل أن يكون الهلال أولاً دائماً، لذلك فهو لم يخذلها أبداً بل إنه أصبح منبعاً دائماً لإسعادها ونثر الأفراح في أرجاء النادي الكبير.. هذا الهلال الذي احتار فيه مناكفوه، فكلما تعرض للإساءات والتشكيك يزداد بريقاً ويرد في الميدان ويترك ما لا يفيد لمن لا يستطيع مجاراته ومحاكاته في بطولاته وإنجازاته.. الهلال الذي لديه مع كل ناد مواقف لم يزعجه ولن يزعجه أن يتفق ضده المتنافسون لأن هذا هو ضريبة النجاح وثمن التفوق ومردود الانتصارات الأكثر على كل الفرق.. لذلك فلا عجب ولا غرابة لمن يفقهون في الرياضة ومنافساتها أن يكون زعيم البطولات وسيدها في أي بلد في العالم غير مرحب به من الفرق الأخرى وهذا قدر الهلال وميزته عن الآخرين فهو الثابت دائماً ومن ينافسه متغيرون.. هنيئاً للهلال والهلاليين فريقهم العظيم وهنيئاً لجمهوره الكبير هذه الانتصارات والبطولات المتلاحقة فهم من يصنع الفارق ومن يقدم النجوم ومن يهز المدرجات ومن يرفع الكؤوس والإنجازات، هذه الجماهير التي أسهمت في عودة الفريق بعد تأخره لينتصر ويحافظ على كأس ولي العهد، هذه الجماهير التي أعادت ياسر القحطاني ليستعيد نجوميته ووهجه وتألقه فيصنع هدفي النهائي، هذه الجماهير التي دفعت الغائب الأكبر عن النهائي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ليقدم توليفة تاريخية من نجوم داخل المستطيل الأخضر وخارجه؛ سواء كانوا إداريين أو فنيين أو نجوماً، لذلك فهو النجم الأول للبطولة، بل لهلال الألفية الجديدة الذي يقدم أداء غير مسبوق كله فن وهندسة وإمتاع وإبداع.. مبروك للهلاليين إنجازاتهم واحتفاظهم بالكأس للأبد.