Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/02/2010 G Issue 13659
السبت 06 ربيع الأول 1431   العدد  13659
 
عقدة سبتمبر وثقافة المواجهة!

 

شهدت مدينة أوستن عاصمة ولاية تكساس صباحاً مأساوياً، أعاد للذاكرة المأساة الإنسانية التي شهدها العالم في سبتمبر عام 2001م التي كانت مدينة نيويورك مسرحها، العرب والمسلمون كانوا أكثر من تسمرت أعينهم على الشاشات والأكثر شغفاً بتفاصيل التحقيق فيها، باعتبار أن أي حدث يتضمن شكوكاً إرهابية أو إجرامية يتم تجييره على الحساب العربي والإسلامي في الإعلام الغربي دونما تردد، مكتب التحقيقات الفيدرالي بدد الشكوك ليكشف أن ما جرى لم يكن أكثر من نهاية مأساوية لمواطن أمريكي منتحر يحمل الضرائب مسؤولية إقدامه على الانتحار، أياً ما تكن الأسباب فإن انعدام الدوافع الإرهابية في عملية أعادت للعالم الذاكرة السوداء لحادثة سبتمبر كانت كافية لتجاوز عنق زجاجة القلق إلى فضاء الاطمئنان.

لكن القلق الذي لا يمكن تبديده هو الموقف العربي الشعبي الذي ينبغي أن يتطور تجاه الترقب في سير مثل هذه الأحداث إلى إجبار العالم على الفصل بينه وبين أصحاب هذه الاتجاهات المتطرفة والإرهابية التي يوجد في كل دين وثقافة أمثالها أو أشد قسوة منها، هذا التطور لا يمكن أن يتأتى دون أن تكون ثقافة محاربة الإرهاب ونبذه ومحاصرة أصحابه جزءاً من سلوك المجتمع وثقافة مؤسساته وأفراده، والحقيقة أن المملكة العربية السعودية قد حققت نجاحاً كبيراً في صياغة ثقافة وسلوك اجتماعي تبنته المؤسسات وتفاعل معه الأفراد، ليكون نموذجاً مثالياً في فصد علاقة أصحاب الفكر الضال عن المجتمع وخلق سياج فكري بطانته الحوار واستخدام التكنولوجيا لتصحيح الانحرافات ودحض الشبهات.

عقدة سبتمبر والتصنيف الجائر لكل ما هو عربي وإسلامي في خانة الإرهاب نتاج موضوعي لإعلام غربي متحيز ومجتمع عربي غير قادر على إقناع الآخرين بمواقفه، دون خلط للأوراق أو حماس يفقد القضايا العادلة عدالتها، والحكمة هي التي تقود الأمم إلى تحويل الظروف السلبية إلى إيجابية أو تحييدها، وعليه فإن العرب اليوم أمام تحدي تقديم ثقافتهم وحضارتهم بصورتها الحقيقية النقية التي استلهم منها العالم قفزاته في مجالات العلوم والحضارة، بعيداً عن العصابات الإرهابية التي تحترف القتل والهدم، لكن المسؤولية لا يمكن أن تتجاوز الدور المفترض للمؤسسات الإعلامية الغربية التي ينبغي أن تتبنى العدالة في ما تقدمه لمواطني دولها، إذ إن الجريمة والأعمال الإرهابية التي تمارس من قبل الجيش الإسرائيلي الغاشم على العزل الفلسطينيين هي أعمال إرهابية لا تقل شأناً عن الأعمال الإرهابية التي يمارسها الإرهابيون تحت ستار الدين الذي يعرف كل مسلم براءته منهم.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد