الجزيرة - الرياض:
بناءً على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية تنطلق اليوم السبت بالرياض أعمال ورشة «الإطار القانوني لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله التي تنظمها هيئة التحقيق والادعاء العام بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمشاركة 11 خبيراً قانونياً دولياً من المختصين في مكافحة الإرهاب.
ويفتتح معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد بن فهد آل عبد الله بحضور ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة وقيادات عدد كبير من الجهات القضائية والعدلية والأمنية بالمملكة أعمال الورشة التي تستهدف القضاة والمدعين ومن في حكمهم بالمملكة ودول مجلس التعاون وتناقش الورشة التي تستمر على مدار ثلاثة أيام تتضمن 16 جلسة ومحاضرة علمية.
أربعة موضوعات رئيسة تمثل المحاور الأساسية للورشة، وتمهد الطريق نحو تعزيز أوجه التعاون الدولي في سبيل مكافحة الإرهاب والوقاية منه، وتطوير نظم وقوانين العدالة الجنائية لمواجهة تطور أساليب ارتكاب الأعمال الإرهابية، وتفعيل آليات تبادل الخبرات والمعلومات بين الدول والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.
وتولي الورشة عناية كبيرة بمناقشة الإطار القانوني العالمي لمكافحة الإرهاب، وفق قرارات منظمة الأمم المتحدة والصكوك الدولية، واستعراض جهود المجتمع الدولي في مجال قمع الإرهاب النووي، وتعزيز ضمانات حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، إلى جانب عرض لتجارب عدد من الدول في التصدي للأعمال الإرهابية.
وتبدأ أعمال الجلسات العلمية للورشة بمحاضرة بعنوان «الإطار القانوني العالمي لمكافحة الإرهاب»، يلقيها أحد خبراء فرع مكافحة الإرهاب بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يعرض خلالها للقرارات والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بمواجهة الأعمال الإرهابية، بما في ذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وتتناول الجلسة العلمية الثانية من أعمال الورشة، التي تحمل عنوان «تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب»، الآليات التي نصت عليها الصكوك والمعاهدات الدولية فيما يتعلق بمواجهة الجرائم الإرهابية على كافة المستويات الأمنية والقانونية، ومراحل التحقيق في هذه الجرائم وتنفيذ العقوبات بحق مرتكبيها.
أما الجلسة الثالثة من فعاليات الورشة فتمثل رؤية لملامح تطوير نظم العدالة الجنائية لمواجهة الأعمال الإرهابية، من خلال محاضرة يلقيها أحد خبراء مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات.
على الصعيد نفسه أشاد سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بمبادرة وموافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على قيام هيئة التحقيق والادعاء العام، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بتنظيم ورشة عمل بخصوص «الإطار القانوني العالمي لمكافحة الإرهاب وتمويله» للقضاة والمدعين ومن في حكمهم.
وقال سماحة المفتي العام في تصريح بمناسبة انعقاد هذه الورشة، التي تبدأ أعمالها اليوم السبت وتستمر ثلاثة أيام: إن المملكة تخوض مضمار «مكافحة الإرهاب منذ سنين عديدة، ولها تجربة متميزة وناجحة في محاربة الإرهاب ومحاربة تمويله، فكان من الأهمية بمكان الاستفادة من هذه التجربة الثرية المتميزة، إضافة إلى توسيع دائرة التعاون مع المنظمات الدولية في هذا المجال، ونحن إذ نشيد بمبادرة سمو النائب الثاني وموافقته الكريمة على إقامة هذه الورشة، لنؤكد أهمية محاربة جرائم الإرهاب بجميع أنواعه وصوره في كافة أرجاء العالم، وعلى جميع المستويات المحلية والدولية، وبجميع السبل والوسائل والآليات الممكنة، وتوضيح وتجلية أن الإسلام بريء من الإرهاب وأهله، ومن جميع تلك الجرائم البشعة، ونشيد بالجهود الحثيثة في نفي تهمة الإرهاب التي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها بالإسلام والمسلمين، بغية تشويه صورته والنيل منه والحد من دوره الريادي في قيادة العالم.
وأضاف المفتي أنه لا يخفى على أحد أن الإرهاب عمل إجرامي يهدف إلى إراقة الدماء البريئة، والإخلال بالأمن وبث الرعب والخوف والفوضى بين الناس، ويؤدي إلى خلق الاضطرابات والقلاقل في المجتمعات الآمنة، وهدم وتخريب المنشآت الحيوية في المجتمعات البشرية، وكل هذه الجرائم والأعمال مما جاء الشرع الكريم بتحريمه وتجريمه، فإنها من الفساد في الأرض، والله تعالى نهى عن الإفساد في الأرض بكل صوره وأشكاله، قال تعالى: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرض أن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، كما أن الفساد في الأرض من أوصاف الذين يحاربون الله ورسوله، الذين قال تعالى في وصفهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا}، وقال تعالى عن بشاعة جريمة القتل بغير حق: {مِنْ أجل ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسرائيل أنه مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًاَ}.
كما لا يخفي أن الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد الوجود الإنساني بأكمله، ويعاني من ويلاته جميع الشعوب وليس المسلمون فحسب، ولذلك تستوجب مواجهتها تكاتف الجهود بين جميع دول العالم، وبين الدول والمنظمات، وبين الهيئات المحلية والدولية، وعلى كافة المستويات الأمنية والقانونية، لمواجهة هذه الجريمة النكراء، وتجفيف المنابع التي تموّلها، والمصادر التي تمدها بالعون والعتاد بمختلف أنواعه وصوره.