Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/02/2010 G Issue 13659
السبت 06 ربيع الأول 1431   العدد  13659
 
نهارات أخرى
إعادة التربية
فاطمة العتيبي

 

يسمّي المختصون في التربية الخاصة التدخل المبكِّر ب (إعادة التربية) (Reeducation)، والتدخل المبكِّر لابد أن يتم قبل الثلاث السنوات الأولى كحد أقصى، وفي حال حدوث التدخل في هذه السن المبكرة وكلما بكّر كان أفضل، فإنّ الممارسة التربوية (شوليه) تعد بأن لا يوجد تأخر من أي نوع للأطفال الذين يحتاج تعليمهم وقدراتهم إلى تحفيز خارجي، إذ تؤكد أنّ كل طفل لديه مواهبه الكامنة، لكن الطبيعي يكتشف قدراته بشكل عفوي حتى لو لم يجد اهتماماً من بيئته، بينما الطفل ذو العوق يحتاج لمن يساعده في الكشف عن قدراته.

تغيب مؤسسات التدخل المبكر (قبل الثالثة) عن بيئتنا التعليمية والاجتماعية، والأسرة الحريصة جداً سيبدأ تدخلها في الثالثة من العمر، وهو ما تعدُّه الدراسات الحديثة (مرحلة فوات الأوان)!!

ناقشت اليونسكو مؤخراً مشكلة الدليسكسيا أو عسر القراءة، وشارك وفد من المملكة وهذا جيد لاستفادة الوفد من تجارب الدول حيال هذه المشكلة التي جعلت كثيراً من تلاميذنا الذين يعانون من صعوبة القراءة يصنّفون كمعاقين، في ظل جهل وتدنٍ ثقافي في مستوى الاطلاع والتطوير.

اطلعت على تصريح لسمو وزير التربية والتعليم يَعِد فيه بالاهتمام بالتربية الخاصة وكذلك بمرحلة رياض الأطفال.

أقترح في هذا السياق افتتاح منشآت تعليمية تعنى بالأطفال قبل الثالثة، تخصّص لمن يلاحظ أنّ لديهم اعتوارات وعللاً وقصوراً من أي نوع، وتطبّق في هذه المنشآت ما تؤكده العالمة شوليه وهو أنّ التدريب والتعليم والتحفيز في السنوات الأولى قبل الثالثة، يضمن عدم وجود أي تأخر من أي نوع لدى الأطفال.

بالتأكيد هذا سيخفض من نسبة الصرف غير المجدي على المراكز والمعاهد والتي لا ننكر ضعف مستوى تأهيلها، وأنّ ما تقدمه التربية الخاصة لدينا أقل بكثير مما تطمح له الدولة تجاه هذه الفئة الهامة.

كما أنّ التدخل المبكّر سيُعد قيمة مضافة على التعليم، إذ سيقل عدد من سيحتاجون إلى رعاية خاصة مكلفة في المراحل اللاحقة، كما أنّ هؤلاء سينخرطون في القوى العاملة ومن ثم سيتحقق خفض الهدر والعبء المالي الذي يمثله المعاق على الدولة وأسرته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد