Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/02/2010 G Issue 13659
السبت 06 ربيع الأول 1431   العدد  13659
 
يتربع على مساحة تزيد على 164.5 مليون متر مربع
مشروع صد الرمال الزاحفة بوادي الدواسر وجهة سياحية تنتظر التطوير

 

وادي الدواسر - تقرير وتصوير - قبلان الحزيمي

يكاد أن يكون منظر البساط الأخضر من الأشجار الوارفة والشجيرات المورقة والأعشاب المزهرة فوق الكثبان الرملية وفي منعطفاتها أن يخطف بصرك ويدخلك في حلم للوهلة الأولى وأنت تتجول وسط تلك التلال الذهبية شمال وادي الدواسر في واحد من أضخم مشاريع صد الرمال الزاحفة على مستوى الشرق الأوسط، الذي دشن معالي وزير الزراعة د. فهد بن عبد الرحمن بالغنيم زراعة أول أشجاره قبل أربع سنوات بهدف الحد من الأضرار الفادحة التي تسببها الرمال الزاحفة على حدود مدن ومزارع وادي الدواسر إلا أن هذا المشروع أضحى بعد اكتماله متنزهاً طبيعياً رائعاً ورسم لوحة جميلة وجذابة في قلب الصحراء، على ضفاف المزارع من جهة والمناطق الرعوية من جهة أخرى، بل عدّه الكثير من أبناء المحافظة وزوارها واحداً من أهم المعالم السياحية المهمة التي تنتظر التطوير وتوفر الخدمات.

ويبلغ إجمالي طول المشروع 23.5 كيلومتر، بعرض 700م منها 100 متر خصصت للخدمات كالآبار والخزانات الأرضية ويتكون من 8 أقسام، كل قسم يبلغ طوله 5762 متر، بها عدد من الآبار وعدد من خزانات المياه الأرضية، سعة كل منها 180 م3.

ويبلغ إجمالي عدد الشتلات في كامل المشروع أكثر من 737280 شتلة تتربع على مساحة تزيد على 164.5 مليون متر مربع موزعة على عدد من الخطوط المنتظمة مع تنوع في ذلك الغطاء النباتي بين أشجار الأكاسيا والأثل والجزورينا وبركنسونيا وبرسوبس وغيرها، كما أن هذا المشروع ومن خلال جولة (الجزيرة) فيه لاحظنا اكتساء أرضه بعدد من الأعشاب البرية، التي عرفت بها المنطقة منذ سنين طويلة مما يعني أنه أصبح محمية طبيعية يحافظ من خلالها المشروع على تلك الأعشاب وضمان عدم انقراضها مع قلة هطول الأمطار ومن تلك الأعشاب التي ذكرها لنا أحد كبار السن بالمنطقة: (النصي، السبط، الحريشاء، البركان، السعدان، المكر، الزهر، الفنون، العلقاء، الغريراء) كما أصبح بيئة حاضنة للكثير من الطيور التي وجدت فيه بيئة هادئة للتفريخ والتكاثر فشاهدنا بعضها مغرداً وبعضها الآخر محلقاً ومنها ما كان معششاً ينتظر أن يطلق صغاره بعد التفقيس، ومن تلك الطيور الحمام بأنواعه (الولع والقمري) والسريطي والدرّع والشوّل والبجري والدخل والكثير من أنواع العصافير، كما شاهدنا بعض الحيوانات الضالة التي وجدت فيه مامناً لها.

إن هذا المشروع الضخم أصبح بحق محمية طبيعية تستحق العناية والاهتمام والتطوير بمشاركة عدة جهات حكومية بالإضافة للجهة المنفذة والمشرفة وهي وزارة الزراعة، فبعد تحقق الهدف الأساس من إنشائه ولله الحمد وهو الحد من زحف الرمال يرى الكثير من زواره أنه من الضروري تنميته وتطويره ليكون معلماً سياحياً لأبناء وادي الدواسر والمحافظات المجاورة لها ولقاصدي هذه الجهة من بلانا بعد أن شكل في مجمله غابات متنوعة تضم الأشجار والشجيرات والأعشاب والطيور في بيئة وتربة نظيفة وعلى مساحات شاسعة.

إن هذا الرغبة الملحة للكثير من الأهالي تتطلب تهيئة وتنمية موقع المشروع بتوفير بعض الخدمات التي يأتي في مقدمتها تعبيد الطرق التي تتوسط المشروع على امتداد طوله من الشرق إلى الغرب خصوصاً أنه يقع على مسطحات رملية لا يسير بها سوى السيارات ذات الدفع الرباعي وهو ما لا يتوفر لكل مواطن أو زائر للمشروع الذي اخترقته -عرضاً- عددٌ من الخطوط غير المعبدة وواحد منها فقط مسفلت يتجه شمالاً، كما أن المشروع بحاجة لتوفير بعض المواقع للجلوس ودورات المياه والمغاسل ونحوها، ولعل أهم ما يحتاجه المشروع هو وضع سياج حديدي لحمايته من العبث مع مرور الزمن. وقد استبشر الأهالي بتوجه لجنة السياحة التي تم تشكيلها مؤخراً بالمحافظة لاختيار هذا المشروع كواحد من أهم المعالم السياحية بوادي الدواسر، الذي تدرسه اللجنة ضمن 20 موقعاً آخر ما بين آثارية ومنتجعات ومحميات طبيعية ومنتزهات برية.

ومما يشار إليه أن وزارة النقل تعمل حالياً وعلى بعد مئات الأمتار فقط شمال المشروع لإنشاء الطريق الدائري الشمالي لمحافظة وادي الدواسر بعد أن تم ترسية مرحلته الأولى وبداية تنفيذها بمحاذاة هذا المشروع وعلى امتداد طوله من الشرق إلى الغرب وهذا سيعطي المشروع أهمية أخرى بربطه بهذا الطريق لخدمة المسافرين والعابرين لمحافظة وادي الدواسر لقضاء وقت ممتع في أرجاء الطبيعة البكر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد