أكد الدكتور خالد قوشماق رئيس قسم الطب الباطني واستشاري أمراض الروماتيزم بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، على أن الأعراض الرئيسية لالتهاب المفاصل الروماتيزمي تتركز في تصلب مفصلي في الصباح لأكثر من ساعة، وعدم القدرة على عمل حركة معينة كان الشخص يؤديها في السابق بشكل طبيعي والآن لا يستطيع تأديتها كتفريش الأسنان، وتصفيف الشعر، والجلوس والوقوف، وأضاف قائلاً «إن أهم علاج لالتهاب المفاصل الروماتيزمي يكمن في التشخيص المبكر، إلى جانب توعية المريض بالمرض وكيفية مقاومته ومحاصرته من جميع الجهات، وأشار إلى أن هذا المرض يصيب ما يقدر بـ 1% من عدد السكان في المملكة وإلى الدور الكبير الذي تلعبه الأدوية الحيوية، والتي تعتبر ثورة في علاج هذه الحالات.
ومن جانبه قال الدكتور حسين حلبي، رئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أنه بصرف النظر عن الأدوية المتوفرة للعلاج فإن مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يقدموا مساهمة إيجابية تجاه حياتهم اليومية مشيراً إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يساهم في الحفاظ على حركة المفاصل، وتقوية العضلات حولها، كما أن السباحة مفيدة جداً، لأن ممارستها تعطي الفائدة المرجوة بالحفاظ على المفاصل دون الضغط عليها.
ونوه حلبي إلى أن المريض يمكن أن يناقش مشكلة مرضه مع مجموعات دعم المرضى، مما يساعد على التقليل من الضغوط النفسية لديه، حيث تعتبر هذه المجموعات الطريق الأمثل لإعطاء الفرصة للمريض لمناقشة مشاكله مع الآخرين ومعرفة المزيد عن مرضه.
وقد بدأ أخصائيو الروماتيزم في أوروبا باستخدام علاج بيولوجي جديد للروماتويد يعرف باسم (أكتمرا، Actemra)، ويتمتع هذا العلاج بالقدرة على تثبيط المرض وإيقاف تطوره وجعله في حالة سكون بنسبة 64%، وعلى الرغم من أن إجراءات تسجيله لم تكتمل بعد في المملكة، إلا أن العديد من المستشفيات قد اعتمدت على الدراسات العالمية التي أجريت عليه في معرفة آليات وطرق استعماله سريرياً، وباشروا بإجراء التجارب السريرية على بعض المرضى المصابين لتحديد كفائته وقوته. وعالمياً يرى الأطباء أن هناك تحسينات هائلة في الطريقة التي يعالج بها التهاب المفاصل الروماتيزمي، وأن العالم على موعد مع بزوغ فجر جديد للذين يعانون من هذا المرض الموهن.