** يدور حديث مستمر في الدول الصناعية حول إيجاد بدائل للنفط، وتلك الدول إذا ما أدارت عقول مخترعيها ومعاملهم تجاه البحث الجاد عن بدائل ربما يتوصلون إلى هدفهم، ولا يمكن التنبؤ بالانقلاب الذي سيحدث على طبيعة الطاقة المستهلكة، وعلى الخريطة الإنتاجية في العالم.
** ليس دائماً الجانب الاقتصادي والبيئي هو الدافع للبحث عن بدائل، لكن هناك دوافع أخرى بعضها سياسية وأخرى أمنية على حد زعمهم، ويذكر الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي أن العداء تجاه النفط تطور في السنوات الأخيرة بشكل لم نشهده من قبل، حتى ان بعضهم في الغرب يربط بين الإرهاب والنفط.
** وعلى الرغم من ذلك نجد أن هناك من يستبعد إمكانية التوصل إلى بديل للنفط بالمزايا والتكلفة نفسها على الأقل في المدى المنظور، وان الحديث عن «اقتصاد أخضر» ليس من السهل تحقيقه.
** وربما أننا لا نحبذ الحديث عن حقبة ما بعد النفط، وشواهد ذلك كثيرة حيث لم يجرؤ أي منتدى أو ملتقى اقتصادي على البحث بعمق في إيجاد تصور للوضع الاقتصادي الخليجي لما بعد النفط.
** معظم الدراسات والرؤى المستقبلية لاقتصاديات الدول المنتجة للنفط نجدها تعتمد على معطيات هذه الطاقة وإنها المنطلق لجميع التصورات المختلفة والسيناريوهات المتنوعة التي تحاول استشفاف شيء من المستقبل على مدى ربع قرن قادمة.
** على الرغم من أننا بلدان منتجة للنفط ونعتمد عليه كليا من الناحية الاقتصادية إلا أننا نجهل كثيراً في تفاصيل هذه الطاقة ونستقي الدراسات الخاصة بها من الدول العربية، بل إن معظم خبراء النفط هم من الأجانب ومن بلدان لا تنتج النفط!.
** نتمنى في ظل هذا الحراك الواسع للمنتديات الاقتصادية التي تشهدها الساحة الخليجية أن يكون هناك منتدى خليجي جاد يخصص للبحث في تقييم معطيات التنمية الحالية ومدى تأثرها في حقبة ما بعد النفط، وكيفية توجيه التنمية المستدامة لتعمل بشكل موازٍ يأخذ في الاعتبار استشراف المستقبل على المدى الطويل، وفي الوقت نفسه إيجاد تقييم واقعي وحيادي عما تحقق من طفرة النفط غير النهم الاستهلاكي المخيف.
hme2020@gmail.com*