الجزيرة - فيصل الحميد
تراجعت أعداد المواطنين المهتمين بسوق الطروحات الأولية بعد الهبوط الكبير منذ العام 2006، ليهبطوا دون حاجز المليون مكتتب في أول إصدارات العام 2010.. في الوقت الذي بدأ الحديث كثيراً عن المبالغة بعلاوة الإصدار خصوصاً بعد أن شهد السوق تراجع أكثر الشركات تحت سعر الطرح حالياً بالإضافة إلى هبوط سعر شركة زين دون القيمة الاسمية المحددة عند عشرة ريالات.
وحفظ اليوم الأخير من اكتتاب السريع ماء الوجه بعد أن تخطى عدد المكتتبين فيه حاجز 500 ألف ليصل بالعدد الإجمالي إلى أكثر من 1.4 مليون مكتتب، فيما بقي عدد المكتتبين في هرفي دون 800 ألف، وهي المرة الثالثة التي يقل فيها عدد المكتتبين عن المليون منذ اكتتاب شركتي العبد اللطيف والفخارية في العام 2007 والذي لم يتجاوز الـ 700 ألف في الأولى والـ500 ألف مكتتب في الثانية.. وهما الوحيدتان من أصل 18 اكتتاباً بعلاوة إصدار في الثلاث السنوات الأخيرة لم تتجاوز حاجز المليون مكتتب.
وأرجع إياد محمد شقفة رئيس قطاع أسواق رأس المال بشركة الراجحي المالية تراجع أعداد المكتتبين الأفراد إلى سعر طرح السهم بشكل أساس.. وقال «للجزيرة» إن سعر الطرح حاجز نفسي ويلعب دوراً رئيساً في إقبال المكتتبين من عدمه، وعادة ما ينظر المكتتبون إلى علاوة الإصدار التي تضاف إلى القيمة الأسمية للسهم والبالغة 10 ريالات كمحدد رئيس قبل اتخاذ قرارهم بالاكتتاب في الأسهم، وكلما انخفضت علاوة الإصدار كلما كان ذلك الاستثمار جاذباً أكثر لهم.
وأشار شقفة إلى أن الاكتتابات العامة الأولية التي تم طرحها في السوق مؤخراً وهما شركتا هرفي والسريع تأثرتا بقيمة الطرح، وقال: نجد أن سعر طرح سهم هرفي بلغ 51 ريالاً مقارنة مع 27 ريالاً لسهم شركة السريع.. وعلى الرغم من أن اكتتاب هرفي قد تمت تغطيته بأكثر من 5 مرات من قبل المؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية مقارنة مع تغطية بمرة واحدة لشركة السريع في عملية بناء سجل الأوامر، فقد تمت تغطية الأسهم المطروحة للمستثمرين الأفراد بـ 2.4 مرة لاكتتاب هرفي و4.5 مرة لاكتتاب السريع.
وقد يدعم العزوف من قبل المواطنين أن جميع الشركات التي طرحت للاكتتاب بعلاوة إصدار منذ العام 2007 باستثناء المواساة تم تداولها تحت قيمة الطرح في فترات متفرقة من العام الماضي منها 10 شركات لا تزال تتداول حالياً تحت قيمة الإصدار.. وعن مدى تأثير ذلك على إقبال الأفراد على الاكتتاب قال رئيس قطاع أسواق رأس المال بشركة الراجحي المالية إن العدد الأكبر من تلك الأسهم يتم تداولها حالياً بأسعار تفوق السعر الذي طرحت به عند الاكتتاب العام الأولي مستبعداً أن يؤثر ذلك على إقبال الأفراد على الاكتتابات الجديدة.. مشيراً إلى أن أسباب انخفاض أسعار بعض تلك الأسهم إلى ما دون سعر الطرح يعود إلى تلك الشركات أو بسبب الانخفاض الكبير في المؤشر العام لسوق الأسهم، فضلاً عن تأثير الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال العالمية وتأثيرها السلبي على معظم أسواق الأسهم العالمية بما فيها سوق الأسهم المحلي. ولفت إياد محمد شقفة إلى أن تحديد علاوة الإصدار والتي تضاف إلى القيمة الاسمية للأسهم المطروحة يتم عادة بناءً على أوضاع السوق والتوقعات المالية الخاصة بتلك الشركة عند الطرح الأولي، وأن أي تغير في عوامل السوق أو في الظروف التشغيلية والمالية لتلك الشركات بعد طرح أسهمها للاكتتاب يمكن أن يكون له أثر سلبي كذلك على أداء سعر السهم بعد إدراجه.
وينتظر سوق الأسهم مزيداً من الاكتتابات هذا العام بدءاً من اكتتاب مجموعة الطيار للسفر التي ستطرح 30% من أسهمها بما يعادل 24 مليون سهم للاكتتاب العام في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وتوقع شقفة أن يتم تغطية الاكتتاب معللاً أن الشركات التي تطرح عدداً كبيراً من الأسهم تؤثر بشكل إيجابي في رغبة المستثمرين الأفراد بالاكتتاب، وبالتالي فكلما زاد عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب العام كلما زادت طلبات الاكتتاب على السهم من قبل المستثمرين الأفراد بسبب توقعهم بأنه سيتم تخصيص عدد أكبر من الأسهم المطروحة لهم.