Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/02/2010 G Issue 13659
السبت 06 ربيع الأول 1431   العدد  13659
 
فيما تتجه وزارة المياه لتوطين التقنية
أغشية التناضح العكسي تمنح المملكة أمناً مائياً

 

الرياض - أحمد المطيري

الحديث عن المياه المحلاة ليس بطعمها نفسه؛ فهو مشوب بالملوحة والمرارة؛ نظير الصعوبات الكبيرة التي تواجه المخططين والقائمين على توفيرها؛ حيث تعد المملكة من الدول الفقيرة في مصادر المياه الجوفية بسبب وقوعها في منطقة جغرافيا شبه جافة؛ ولذلك تم اعتماد خطة استراتيجية من عقود عدة لإنتاج المياه المحلاة عبر محطات التحلية الواقعة على شاطئيها في البحر الأحمر والخليج العربي. ولأجل زيادة الإنتاج تتجه خطط وزارة المياه والكهرباء إلى توطين التقنية الحديثة بإنتاج المياه ودعم مشاريع القطاع الخاص بمساندة الوزارة. ومن أبرز هذه الخطوات تأسيس الشركة العربية اليابانية لتصنيع أغشية التناضح العكسي لمياه التحلية برأس مال يبلغ 1.3 مليار ريال.

(الجزيرة) تحدثت مع أبرز الحاضرين في حفل التأسيس، وكانت البداية من راعي الحفل المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء، الذي علَّق قائلا: تعتبر أغشية التناضح العكسي من أهم التقنيات لتحلية مياه البحار، ونحن نعمل على الاستفادة من جميع الموارد المائية المتاحة؛ فمثلاً مياه الصرف الصحي تُستخدم في الري وتستخدمها شركة أرامكو صناعياً في مصافيها، وسيزيد استخدامها بشكل كبير في مياه تبريد المكيفات، وهذا شيء جديد. فيما شدّد الدكتور خالد السليمان وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة على أهمية صناعة المياه في المملكة؛ حيث قال ل(الجزيرة): صناعة المياه هي حجر أساس في الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وصناعة المياه تمثّل بالنسبة إلينا مسألة حياة أو موت؛ لذلك تعد مبادرة صناعة المياه مبادرة وطنية وليست فردية. وأوضح الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الحامد المشرف على كرسي أكوابور بجامعة الملك سعود في تصريح صحفي: إن تحلية المياه بالتناضح العكسي تعتبر من أفضل طرق التحلية اقتصاديًّا، سواء لإنتاج المياه العذبة من المياه الجوفية أو من مياه البحر، وفي الغالب تستخدم كميات كبيرة من المياه المغذية لوحدات التحلية؛ نظرًا لمحدودية معدل التحويل؛ إذ يصل معدل التحويل إلى نحو 85 في المئة في المحطات التي تغذَّى بالمياه الجوفية، أي أنه يتم طرد ما يعادل 15 في المئة من المياه الداخلة للمحطة كمياه رجيع ذات أملاح عالية. وأشار الحامد إلى أن الطريقة الجديدة مكنت الباحثين من زيادة معدل التحويل إلى 97 في المئة، أو بمعنى آخر تناقصت نسبة الرجيع إلى 3 في المئة فقط، وهذا يعني زيادة إنتاج محطة مثل محطة تنقية مياه الرياض على سبيل المثال بنحو ثلاثين مليون متر مكعب سنويًّا من المياه. فيما قال ل(الجزيرة) محمد أبونيان مدير شركة أكوا القابضة: إن مشروع تصنيع أغشية التناضح العكسي يعد من أهم المشاريع المتعلّقة بتصنيع المياه؛ حيث تعتبر أغشية التناضح العكسي أهم جزء في محطة التحلية، وهذه التقنية لا توجد إلا في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وقد عملنا على جلبها للمملكة لنستطيع أن نصنّع هذا المنتج المهم في بلادنا؛ حيث إن المملكة تعتمد على مياه التحلية بشكل كبير، ويمنحنا هذا أماناً مائياً؛ حيث إننا نصنّع هذا المنتج محلياً، وأنا أعتقد أن المؤسسة العامة لتحلية المياه ووزارة المياه والكهرباء لديهما خطة استراتيجية واضحة ودعم واضح لتوريد معدات محطات تحلية المياه للمملكة، وهذا شيء مهم جداً.

الجدير ذكره أن (الشركة العربية اليابانية لتصنيع أغشية التناضح العكسي لمياه التحلية) أسست بمشاركة كل من شركة (اكوا القابضة) وشركتي (تيوبو) و(اوتشو) اليابانيتين؛ الأمر الذي سيكون له انعكاس إيجابي على صناعة المياه في المملكة.

يُذكر أن السعودية تضم (30) محطة لتحلية المياه تنتج نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون متر مكعب من المياه يومياً، وتعد محطة تحلية المياه في الجبيل أكبرها وأكثرها إنتاجاً؛ حيث تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استهلاكاً للمياه المحلاة من البحر؛ حيث يقدّر معدل استهلاك الفرد من الماء بـ286 لتراً يومياً، وهي ضعف ما يستهلكه الفرد في دول مثل ألمانيا واليابان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد