أول مرة يتنازل الموساد الإسرائيلي عن غروره ويعترف بتفوق بلد عربي، ويكشف إحدى جرائمه الإرهابية، والتي تمثلت باغتيال القائد الفلسطيني محمود المبحوح في دبي، فبالرغم من أن عملية الاغتيال التي نفذتها مجموعة إجرامية إرهابية على أعلى درجات الاحتراف، والتي رصدت وصول المغدور، وكانت على علم بتحركاته وبوصوله ومكان إقامته، فحجزوا غرفة ملاصقة لغرفة إقامته، مما جعلهم ينفذون جريمتهم في أقل من 24ساعة، ثم غادروا فندق البستان لتكتشف جريمتهم بعد مغادرتهم الفندق وإمارة دبي.
هؤلاء الإرهابيون استطاعوا الخروج من إمارة دبي، إلا أنهم لم يستطيعوا الإفلات من عيون شرطة دبي التي كانت ترصد تحركاتهم وتسجل جريمة الاغتيال بكل تفاصيلها من خلال الرصد التصويري الذي تقوم به شرطة دبي لكل ما يحصل على أرض الإمارة من خلال (كاميرات مراقبة) مزروعة في كل مكان، مما مكن شرطة دبي من إعادة تركيب فيلم لكل تحركات العصابة الإجرامية التي أرسلها الموساد إلى دبي.
وهذه المرة الثانية التي تنجح شرطة دبي في الكشف عن غموض إحدى الجرائم الارهابية المركبة، فبعد جريمة مقتل المطربة سوزان تميم، تكشف الكاميرات غموض اغتيال المبحوح وتفضح إرهاب الموساد، واستهتار إسرائيل بقوانين الدول وسيادتها، فبالاضافة إلى ارتكاب جريمة على أرض دولة الإمارات العربية، أيضاً توريط ثلاث دول أوروبية من خلال تجنيد مواطنيها أو تزوير جوازاتها لتسهيل دخولهم إلى دبي، فبريطانيا وايرلندا وفرنسا أصبحت جوازاتهم ومواطنيهم مشبوهين، وأنهم قد يكونون ممن يعملون في صفوف الموساد الإسرائيلي.
هكذا سيتعامل ضباط الجوازات في المنافذ الحدودية العربية مع حملة الجوازات البريطانية والإيرلندية والفرنسية، لهذا فقد جاءت غضبة الحكومتين البريطانية والإيرلندية مبررة، خاصة وأن بريطانيا سبق وأبرمت اتفاقاً أو - بصورة أصح- أخذت تعهداً من الإسرائيليين بعدم تجنيد مواطنين بريطانيين أو تزوير جوازات السفر البريطانية، بعد تفجر فضيحة استعمال جوازات بريطانية مزورة في إحدى العمليات الإرهابية للموساد في عام 1987م وقتها أيضاً زوّر الإسرائيليون جوازات سفر بريطانية استعملها الإرهابيون. واليوم يكرر الإسرائيليون الجريمة ولكن شرطة دبي تفضحهم في تفوق مهني لرجال البحث الجنائي العربي مما أجبر الإسرائيليين على رفع (القبعة) للعرب، وبالتحديد لشرطة دبي على هذا التميز.
jaser@al-jazirah.com.sa