بيروت - هناء حاج
بعد مغرب الخميس وصل فنان العرب الكويت التي ختم فيها ليلة البارحة مهرجان (ليالي فبراير)، وقبلها كان محمد عبده قد أحيا حفلاً ساهراً في بيروت؛ حيث امتلأت صالة الفينيسيا عن بكرة أبيها بالباحثين عن الصوت الطربي الذي لا ينضب ماؤه ولا ترتخي حباله.
ومن المتعارف عليه أن شهر فبراير من أقسى أشهر السنة وأشدها برودة، ولكن مع تقلبات الطقس كانت ليلة السادس عشر من فبراير أكثر الليالي دفئا بصوت فنان العرب الذي نثر صالة الحفلات في فندق الفينيسيا - بيروت حضوراً خاصاً لم يشاركه فيه أحد.
كالعادة لا يمكننا القول سوى «هذا هو محمد عبده فنان العرب»، ومع كل نغمة في الثانية إلا ربع اعتلى فنان العرب المسرح لينطلق بأجمل ما يغني ليغوص في «قسوة» يتناغم مع «نامت عيونك» و»على البال» إلى « انت معاي» وصولا إلى «شبيه الريح» التي أطال نغمتها ولم يختصر منها جملة موسيقية أو كوبليه كما قد يفعل عادة.
اختار الفنان محمد عبده في الجزء الأول من الحفلة العديد من القصائد الطربية الطويلة، ونوّعها ببعض الأغنيات الإيقاعية التي زادت حماسة الجمهور، وينزل عند رغبة بعضهم بطلبات الأغنيات الجميلة، ويلبي طلب «الجزيرة» كما في كل سهرة بأغنية «أيوه»؛ لتُرفع أكف الحاضرين في فندق الفينيسيا في بيروت تصفيقاً له وللأداء المرهف الذي لا يرهق سامعه ومتذوق موسيقاه وصوته النقي حتى ساعات الصباح الأولى. تصفيق مع كل أغنية ومع كل نغمة في ترافق وكأن التصفيق جزء من الموسيقى.. حتى أن بعض الشباب الحاضر لم يترك المجال ليبقى جالساً، بل دفعته الحماسة؛ ليترك مكانه ويأخذ ركناً في الصالة خصصها للرقص الشعبي الخليجي والسعودي.
الجو الطربي استمر في الجزء الثاني من الحفلة التي بدأها بأغنية المعازيم، ثم قدم «مدلي» من أغنياته الجديدة والقديمة بنمط لا يخلو من جمال الروحي الموسيقي، وتابعها ب»اختلفنا» ليرفع نسبة المشاعر بالأداء في أغنية «حبيب الحب» ويختم الحفلة بقفلة جميلة جداً بقصيدة «المستجيب للداعي» التي رافقت الحضور الذين ظلوا يرددونها حتى بعد مغادرتهم الصالة.