استثمرت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة مؤتمراً يناقش علاقة المسلمين بأمريكا، وحضرت إلى المنطقة لحشد تأييد دولها وبالذات المملكة العربية السعودية لجهودها في تغليظ العقوبات الاقتصادية ضد النظام الإيراني، لإجباره على وقف برنامجه النووي الموجّه للأغراض العسكرية.
وسعت كلينتون من خلال ما أعلنه مرافقوها قبل بدء الزيارة وخلالها وأثناء مؤتمرها الصحفي مع سمو وزير الخارجية، إلى توظيف العلاقات الدولية المتميزة للمملكة لتضييق الحلقة حول النظام الإيراني، وجعله أكثر تقبلاً مع المجتمع الدولي لوقف برنامجه العسكري، وحصر أنشطته النووية على الأغراض السلمية، وحددت كلينتون جمهورية الصين الشعبية من أجل إقناعها من قِبل المملكة التي تربطها بالصين علاقات اقتصادية متميزة.
طبعاً من المؤكد أنّ المملكة تعمل وتسعى لجعل المنطقة العربية ومنها منطقة الخليج العربي خالية من الأسلحة النووية، وسعي إيران - كما تؤكد الدول الغربية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحتى روسيا - لتصنيع هذه الأسلحة لتكون الدولة الثانية بعد إسرائيل، لا بد أن يواجه برفض المملكة ودول المنطقة وبالذات دول الخليج، ولهذا فإنها لابد وأن تساند وتؤيد أي تحرك يؤدي إلى منع وصول مزيد من الأسلحة النووية للمنطقة، فقد تعلّمنا من التجارب كما أشار الأمير سعود الفيصل، أنّ أي سلاح يدخل إلى المنطقة لابد وأن يستعمل، والأسلحة النووية إذا ما أدخلت لمنطقة الخليج العربي، فإنّ كارثة محدقة بكل دوله ستحل لا محالة، ولهذا فإنّ المملكة تساند أي تحرك لمنع هذه الكارثة، مع التأكيد على أنه يجب معالجة من شجع الآخرين على السعي لتصنيع الأسلحة النووية، فالذي أدخل هذا السلاح المدمّر للمنطقة هو الكيان الإسرائيلي الذي يجب أيضاً أن يرضخ لإرادة المجتمع الدولي، ويدمر الأسلحة النووية التي صنعها لجعل المنطقة العربية، أو التي يسمّونها بالشرق الأوسط، منطقة نظيفة من الأسلحة النووية.
***